خففت إسرائيل جزئياً امس القيود في مدينة القدس وسمحت للمقدسيين وفلسطينيي ال 48 من الأعمار كافة بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بينما شهدت محافظات الخليل ونابلس ومخيم الجلزون وبلدة نعلين غرب رام الله ومناطق اخرى في الضفة الغربية مواجهات واسعة اصيب فيها العشرات بالأعيرة المطاط والحي في «جمعة الغضب» دعت اليه الفصائل الفلسطينية. وقالت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس ان السلطات الإسرائيلية سمحت للمصلين من كل الأعمار بدخول المسجد والصلاة فيه، لكنها حولت المدينة، خصوصاً البلدة القديمة، الى ثكنة عسكرية، فنشرت اعداداً كبيرة من قواتها في انحاء المدينة، وشرعت بإيقاف المارة والتدقيق في بطاقاتهم. وأضافت الأوقاف ان نحو 25 ألفاً من المقدسيين ومن فلسطينيي ال 48 نجحوا في الصلاة في الأقصى. وأعلنت اسرائيل إزالة عدد من الحواجز العسكرية في القدس، وقالت مصادر في المدينة ان الجيش ازال حواجز في بعض المناطق، لكنه ابقى على معظم الحواجز ال 36 التي اقامتها في المدينة منذ مطلع الشهر. ويرى مراقبون في تخفيف القيود على المصلين في القدس وفي ازالة بعض الحواجز من المدينة محاولة اسرائيلية لاحتواء المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية، خصوصًا عقب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بوزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من امس في برلين، علماً ان الإدارة الأميركية طالبت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالتهدئة تمهيداً لإحياء العملية السياسية. ومن المقرر ان يلتقى كيري بالرئيس محمود عباس في عمان اليوم. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» ان عباس سيطلب من كيري ازالة اسباب الانفجار، وفي مقدمها اقتحامات الأقصى والاستيطان. ووفق مديرية الأوقاف الإسلامية التي تشرف على المسجد، فإن ترتيبات الوضع القائم التي سادت في المسجد منذ الاحتلال عام 1967 تقضي بأن تجري زيارات اليهود للمسجد اثناء فترة السياحة الأجنبية فقط، وتحت إشراف الأوقاف، على ان تكون الأعداد محدودة بحيث لا تزيد المجموعة الواحدة عن شخصين. وقال مدير الأقصى الشيخ عمر الكسواني ان السلطات الإسرائيلية غيّرت الوضع القائم، وأخذت تشرف على زيارات اليهود بنفسها، وتسمح لأعداد كبيرة منهم بدخول باحات المسجد، وتقوم بإخراج المصلين المسلمين منه اثناء الأعياد اليهودية. وأصدرت حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، بياناً يدعو الفلسطينيين الى الاشتراك في احياء «جمعة الغضب» ومواجهة جديدة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي. ميدانياً، أصيب شاب بجروح بعد تعرضه الى اطلاق النار من جنود اسرائيليين ادعوا انه طعن احدهم امام احد بوابات الجدار الفاصل قرب مستوطنة «غوش عتصيون» بين بيت لحم والخليل. ووفق المصادر العبرية، فإن مجموعة من المزارعين الفلسطينيين كانوا في طريقهم الى ارضهم لقطف ثمار الزيتون عندما «هاجم احدهم جندياً بسكين في الجزء العلوي من جسمه»، فأطلق الجنود عليه النار وأصابوه في رجله. وقالت قوات الأمن الفلسطينية ان المهاجم هو مصعب غنيمات (17 سنة). ودهس مستوطن فلسطينياً من قرية أم سلمونة قرب بيت لحم جنوب الضفة. وقالت مصادر في البلدة أن مستوطناً دهس بمركبته طايع خليل طقاطقة (42 سنة) أثناء قيادته دراجته الهوائية على أحد الطرق الرئيسة الواصلة إلى منطقة تقوع، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة نقل على اثرها إلى أحد مستشفيات بيت لحم لتلقي العلاج. وأصيب مواطن من قرية نحالين غرب مدينة بيت لحم بكسور وجروح ورضوض اثر اعتداء الاحتلال عليه في مكان عمله قرب رام الله صباح امس. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال طاردت الشاب خليل رائد فنون (18 سنة) اثناء وجوده في مكان عمله في مستوطنة «مودعيم» المقامة على اراضي محافظة رام الله والبيرة، ثم امسكت به وانهالت عليه بالضرب المبرح من دون سبب، ما ادى الى اصابته بكسر في قدمه ورضوض وجروح في انحاء جسده. الى ذلك، أظهرت صور نشرتها مواقع إسرائيلية كذب الرواية الإسرائيلية عن عملية الطعن التي قيل ان العاملين الفلسطينيين مقداد محمد الحيح (21 سنة) ومحمود خالد محمود غنيمات (20 سنة) حاولا تنفيذها في حافلة للأطفال، علماً ان غنيمات استشهد نتيجة اطلاق النار عليه. ولوحظ في الصور تباين واضح بين السكين التي نشرت صورتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» وقالت إنها استخدمت في عملية الطعن، وصورة أخرى نشرتها صحيفة «معاريف» للسكين. في الوقت نفسه، تكررت امس اعتداءات اسرائيليين على يهود، ما يعكس حال الهوس الأمني والهلع الذي اصاب المجتمع الإسرائيلي، اذ اعتقلت الشرطة في القدس امس الشاب اليهودي المتدين إيغور أورنوفييف (28 سنة) بشبهة اعتدائه بقضيب من الحديد على حارس يهودي كان يحمل مسدساً وظن أنه عربي يريد تنفيذ عملية. وأصيب الحارس بجروح متوسطة، في وقت قرّر قاضي محكمة الصلح تحويل أورنوفييف على الحبس المنزلي رغم طلب الشرطة تمديد اعتقاله لخمسة أيام. كما طعن مستوطن حاخاماً يعمل في مجال حقوق الإنسان امس قرب مستوطنة «ايتمار» المقامة على أراضي نابلس. وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن المصاب هو رئيس منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان الحاخام اريك اشرمان الذي أصيب بجروح طفيفة. وكان الحاخام يشارك الفلسطينيين في قطف الزيتون جنوب نابلس.