بدأت المحكمة الدستورية الروسية أمس الخميس النظر في طلب رفعه اليها البرلمان ويتعلق بمشروعية ترشيح الرئيس بوريس يلتسن لولاية جديدة، وفي حال صدور قرار يؤيد رأي النواب سيكون ضربة أخرى توجه الى رئيس الدولة الذي تزايد عدد المطالبين باستقالته اثر الاعلان عن اصابته بأمراض جسدية ونفسية. واعتبر ممثل الرئيس في المحكمة ميخائيل ماتيوكوف المرافعات جزءا من محاولات ضغط هدفها حمل يلتسن على الاستقالة من منصبه. وأضاف ان الرئيس كان أعلن مراراً انه لا ينوي الترشيح لانتخابات عام 2000، إلا أنه ذكر أن من حق يلتسن ان يفعل ذلك لأن الدستور ينص على أنه لا يمكن لشخص واحد أن يتولى الرئاسة مرتين، في حين ان يلتسن انتخب للمرة الأولى قبل إقرار الدستور عام 1993، ولذا فإن ولايته الحالية هي الأولى. ورد ممثل البرلمان اليكسي زاخاروف ان يلتسن كان سجل عام 1996 "كمرشح لولاية ثانية" اضافة الى أنه لم يقدم استقالته اثر إقرار الدستور الحالي ولذا فإنه لا يملك حقاً في تجديد ثالث. ويرى المراقبون ان لقرار المحكمة الدستورية قيمة معنوية سياسية أكثر منها قانونية، اذ أن المحكمة التي عين الرئيس اعضاءها اذا قررت ان "تخذل" يلتسن فإنها ستضع ورقة أخرى في يد خصومه المطالبين باستقالته. وكان 79 من أعضاء مجلس الفيديرالية الشيوخ ايدوا قراراً يدعو يلتسن الى الاستقالة "طوعاً وفوراً" ولكن القرار لم يتخذ صفة شرعية لأن النصاب كان أقل ب 11 صوتاً من المطلوب. وعلى رغم ذلك فإن نتائج الاقتراع كانت نذير سوء ليلتسن نظراً الى أن المجلس يضم محافظي الاقاليم المتنفذين الذين كانوا، تقليدياً، يؤيدون رئيس الدولة. واقترح رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيوف ثلاث صيغ لتجاوز الأزمة الحالية: فاما الاستقالة الطوعية، أو حجب الثقة عن يلتسن دستورياً أو اجراء استفتاء عام للمطالبة بتنحيته. وأضاف سيليزنيوف ان "الحل الأمثل" هو ان يوافق الرئيس على التنازل عن جزء كبير من صلاحياته الى البرلمان والحكومة ويستمر في موقعه حتى انتهاء تفويضه عام 2000. وزاد "إذا سمحت له حالته الصحية". والاضافة الأخيرة اكتسبت أهمية خاصة بعد مرض يلتسن الأخير الذي وصفه المكتب الصحافي للرئيس بأنه "التهاب في القصبات" الرئوية. وظهر يلتسن أمس في الكرملين رغم ان حرارته ما زالت مرتفعة وذلك في ما وصفه المراقبون بأنه محاولة ل "اثبات الوجود". والى جانب المرض الجسدي أشار أحد أبرز الأطباء النفسيين وهو البروفيسور ميخائيل فينوغرادوف رئيس المركز الدولي للطب النفسي الى احتمال أن يكون يلتسن مصاباً ب "خرف الشيخوخة" واستدل على ذلك ب "التنافر" بين تعابير الوجه ومعنى الكلمات التي ينطق بها، وبتمعنه في ملابسه عندما يكون في أماكن عامة وعدم اتزان مشيته. وذكر فينوغرادوف انه توصل الى هذا الاستنتاج من خلال متابعة يلتسن عبر التلفزيون، لكنه دعا الى تشكيل لجنة طبية تضم خبراء عالميين لفحص الرئيس الروسي ووضع مطالعة علمية.