حصل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان على "جائزة السلام الدولية" التي تقدمها 33 منظمة ومعهداً وجامعة اميركية بسبب "مساهمته المتميزة في دعم السلام الاقليمي والدولي". وسيتولى الرئيس الاميركي السابق كارتر تسليم الجائزة يوم الخميس المقبل في احتفال يقام في فندق "ويلارد" في واشنطن. وسيتسلم الجائزة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله نيابة عن السلطان قابوس. وتضم المجموعة منظمات ومراكز أبحاث وجامعات اميركية من بينها معهد بيكر، ومركز كارتر ومركز نيكسون، ومجلس سياسات الشرق الأوسط، وجامعة واشنطن، وجامعة جورجيا، وجامعة هارفارد. ويعكس اجماع المنظمات ومراكز البحوث والمعاهد الاميركية المشاركة في تقديم الجائزة تقديراً للسلطان قابوس الذي استطاع ان يعيد بناء بلاده واخراجها من نطاق العزلة والنسيان وتحويلها الى دولة مؤثرة في نطاقها الاقليمي والدولي. ومنذ توليه مقاليد الحكم في بلاده في تموز يوليو 1970 استطاعت عمان ان تحقق نقلة نوعية ضخمة على كل المستويات اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وتمكنت من بناء جسور الصداقة مع مختلف دول العالم الأمر الذي مكنها من القيام بدور نشط في الجهود الاقليمية والدولية الساعية الى تحقيق السلام. وقدمت عُمان نموذجاً يحتذى في حل الخلافات الحدودية عن طريق الحوار والتسوية السلمية ونجحت في توقيع اتفاقات حدودية عدة مع جيرانها جعلت الحدود المشتركة وسيلة للتواصل ونقاطاً لعبور المصالح وليست بؤراً للصراع والخلاف والحرب. وساهم السلطان قابوس في احتواء نزاعات حدثت في منطقة الخليج من خلال تحرك سياسي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتأمين قناة اتصال بين الأطراف المتنازعة والعمل على حل الخلافات استناداً الى ما يحظى به السلطان من ثقة وتقدير من مختلف الأطراف. ويظهر ذلك في حرص عمان على الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة مع ايران خلال الحرب العراقية - الايرانية أو مع العراق خلال الغزو العراقي للكويت وبعده مما سمح باحتواء كثير من الخلافات قبل ان تتفاقم. ودعا السلطات قابوس الى ضرورة عدم استفزاز المجتمع الدولي بأي طريقة سواء بتهديد مصالحه أو بالتدخل في شؤون الآخرين لضمان استقرار منطقة الخليج. وأيدت عمان عملية السلام في الشرق الأوسط ورفضت المقاطعة العربية لمصر عندما وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات اتفاق كامب ديفيد بل قاد السلطان قابوس الدعوة الى اعادة مصر الى الصف العربي.