قالت حركة طالبان الأفغانية امس إن زعيمها الملا محمد عمر دعا أنصاره لتنحية الخلافات جانبا ومواصلة الحرب على القوات الحكومية والأجنبية بأفغانستان. وقال عبد اللطيف حكيمي المتحدث باسم طالبان إن الملا عمر وجه هذه الدعوة في الآونة الأخيرة من خلال رسالة باللاسلكي لمجلس قيادة طالبان الذي توسع ليضم 18 عضوا. وسلم امس رجل رفض ذكر اسمه تسجيلا للرسالة المنسوبة إلى عمر لوكالة رويترز في مدينة قندهار بجنوب أفغانستان. ودعا الصوت في التسجيل إلى الاتحاد وعدم الاختلاف وإلى مواصلة «الجهاد». ولم يذكر حكيمي الذي كان يتحدث من مكان غير معلوم أين سجلت الرسالة. وقال إن مجلس قيادة طالبان الذي كان يضم في السابق عشرة أعضاء زاد ثمانية الآن استنادا لقرار من الملا عمر. ولم يذكر أسماء الأعضاء الجدد كما لم ترد هذه الأسماء في التسجيل الصوتي. وحث الصوت المنسوب للملا عمر مقاتلي طالبان على عدم إزعاج الناس خلال مقاتلة حكومة الرئيس حامد كرزاي والقوات الأجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة وعلى القيام بمهمتهم في هدوء. ولم يذكر الملا عمر تفاصيل الخلافات التي أشار إليها في دعوته للاتحاد أو ما يقصده من إزعاج الناس. ولا يزال المكان الذي يعيش فيه الملا عمر مجهولا منذ أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحركة طالبان الحاكمة في أواخر عام 2001 لرفضها تسليم أسامة بن لادن وزعماء القاعدة الآخرين المتهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر «أيلول» على الولاياتالمتحدة. لكن بعض المسؤولين الأفغان يعتقدون أن الملا عمر يختبئ في مكان ما في باكستان. والرسالة الأخيرة إحدى الرسائل القليلة الصادرة من الملا عمر التي تنقل لوسائل الإعلام. وفي رسالة مكتوبة في مارس «آذار» الماضي رفض الملا عمر ما قاله الجيش الأمريكي من أنه لم يعد ممسكا بزمام الأمور وتعهد بتصعيد الهجمات على القوات الأفغانية والأمريكية. من جهته، أكد الرئيس الافغاني حميد قرضاي في مقابلة مع صحيفة «ازفستيا» الروسية نشرت امس ان عناصر حركة طالبان لم يعد بامكانهم وقف تطور افغانستان التي ستنتهي بوضع حد لتهديدهم. وقال قرضاي «ان السكان لا يزالون يعانون للأسف من اعمال طالبان وهدفها واضح وهو اعاقة عملية تطبيع الوضع في افغانستان. لكن بامكاني ان اؤكد لكم انهم لن يتوصلوا الى ذلك، لم يعد بامكان طالبان ان يوقفوا تطور بلادنا». واوضح ان افغانستان لا تفكر «في الوقت الراهن» في سحب القوة الدولية من البلاد. وقال الرئيس الافغاني «في نهاية المطاف سنقضي ايضا على التهديد الذي يلوح به عناصر طالبان، اني متفائل في هذا الاطار». وصرح رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في أعقاب محادثات اجراها في كابول مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ان تلك المحادثات جاءت في أعقاب سلسلة من الهجمات التي يقول المسؤولون الأفغان ان عناصر من الميليشيا تنفذها وتلوذ بالفرار داخل الأراضي الباكستانية.وكانت تلك المزاعم قد أسفرت عن توتر العلاقات بين كابول وإسلام أباد وإلى توجيه الاتهامات بأن الأمن الباكستاني فشل في منع عمليات التسلل عبر الحدود. وقال المسؤول الباكستاني ان أفغانستانوباكستان كالتوأم الملتصقين وان أي ضرر يلحق بكابول يجد صدى له في إسلام أباد.