اعلنت الحكومة السودانية ان عدداً كبيراً من المجندين الشبان السودانيين قتلوا في المعارك المتواصلة منذ منتصف ايلول سبتمبر في جنوب البلاد. وأذيع في القاهرة ان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاوغندي كاتا جايا سيزور مصر الاربعاء المقبل موفداً من الرئيس يوويري موسيفيني لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك تركز على الازمة السودانية، خصوصاً على المعارك التي تصاعدت حدتها اخيراً في الجنوب والتي تتهم الخرطوم كمبالا بالمشاركة فيها وارسال قوات الى جانب "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق. وتأتي زيارة المبعوث الاوغندي بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين مبارك وموسيفيني تبادلا خلاله وجهات النظر في شأن الأوضاع في منطقة القرن الافريقي وجنوب السودان، وبعد تلقي الجامعة العربية ومصر مذكرة سودانية تتهم أوغندا بقصف مدن سودانية ومشاركتها في "العدوان" على أراضيها و"الاعتداء على السيادة الاقليمية وتهديد وحدة البلاد، وانتهاك الشرعية الدولية". وكانت الخلافات بين الخرطوم وكمبالا تصاعدت أخيراً وهدد الرئيس السوداني عمر البشير أوغندا الثلثاء الماضي بتوسيع دائرة المعارك مع "الجبهة الشعبية" الى الاراضي الاوغندية. وسينقل كاتا جايا رسالة الى مبارك من موسيفيني يشرح فيها موقف بلاده من الازمة وتفند الاتهامات السودانية، كما سيعقد محادثات مع نظيره المصري السيد عمرو موسى تتناول الجهود المبذولة لحل هذه الازمة وسبل إحلال السلام في جنوب السودان. وفي الخرطوم أ ف ب نقلت صحيفة "الرأي العام" السودانية امس عن الناطق باسم مديرية التجنيد في الجيش السوداني كمال حسن علي ان الجيش "يحيي تضحية المجندين في المعارك التي تدور في ولاية شرق الاستوائية حيث استشهد عدد كبير منهم". ولم يوضح العدد المحدد للضحايا وبينهم حائزون شهادات جامعية وثانوية لكنه قال ان الجيش "قدم تعازيه" الى عائلات الضحايا. ووجهت مديرية التجنيد نهاية ايلول الماضي بلاغاً الى كل الموظفين والعاملين في القطاع الخاص الذين تراوح اعمارهم بين 18 و40 عاماً لاداء الخدمة العسكرية لمدد تراوح بين 12 و18 شهراً ستؤخذ في الاعتبار في سن التقاعد. واعلنت المديرية ان "الذين سيحاولون التهرب سيعرضون انفسهم لعقوبات قاسية قد تصل الى تعليق اجورهم لفترة ثلاث سنوات". وقال حسن علي انه يأمل في ان يبدأ سبعة آلاف عامل وموظف في ولاية الخرطوم تدريباً عسكرياً في 17 الشهر الجاري. ولا يسمح لحملة الشهادة الثانوية الالتحاق بالجامعة او العمل قبل اداء الخدمة العسكرية وكذلك الحال بالنسبة لحاملي الشهادات الجامعية.