قال الرئيس السوداني عمر البشير إن السودان وجنوب السودان يجمعهما المصير المشترك والثقافة والوجدان، وإنه سيأتي يوم يتوحد فيه شطرا السودان في دولة واحدة أو ينشأ بينهما اتحاد. وأكد البشير لدى استقباله وفداً من المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان، أن اتفاقات التعاون الموقعة بين بلاده وجنوب السودان ستساهم بشكل كبير في التواصل المستمر بينهما لمصلحة شعبيهما. وأشار إلى أن التداخل بين شعبي البلدين والمصالح المشتركة بينهما لم تتوقف حتى بعد الانفصال، موضحاً أن السودان يسعي الى إعادة اللحمة بين الدولتين وسيساهم في تنمية جنوب السودان ودعم التعليم فيه للمسلمين وغير المسلمين، مشيراً إلى أن زيارة وفد المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان ستكون بداية لتعاون حقيقي بين الجانبين. إلى ذلك، رفعت الأجهزة الامنية السودانية حالة التأهب للحد الاقصى بعد معلومات راجت عن قرب وصول قوات تحالف متمردي «الجبهة الثورية» الى الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية. وشكلت هيئة العمليات في جهاز الأمن والفرقة 19 مشاة القوات المسلحة في الولاية الشمالية، قوة مشتركة لحماية حدود الولاية. وقال مسؤول في الولاية الشمالية إن القوة المشتركة التي اطلق عليها «درع الصحراء» أجرت تمشيطاً واسعاً فى المناطق الحدودية تأهباً لأي طارئ. وأكد محافظ محلية دنقلا الشاذلي محمد سعيد قدرة القوات الحكومية والقوات المساندة على حفظ أمن الولاية وحدودها الممتدة مع عدد من الدول والولايات. وقال مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات في الولاية الشمالية، أحمد أبو زيد، إن قواته جاهزة لردع المعتدين في أي مكان من السودان. وفي شأن آخر نقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن مصدر امني أوغندي إن حكومة أوغندا منعت قادة الحركات المتمردة السودانية من الاجتماع على أراضيها، باعتبار ان تلك الاجتماعات ستجر عليها نتائج سيئة، وقدّمت اعتذارها عن استضافة اجتماعات الحركات التي كانت تُعقد في كمبالا. ونقلت الوكالة عن مسؤول في جهاز الأمن الخارجي الأوغندي قوله إن قادة الحركات أُخطروا بالقرار صباح الاثنين خلال اجتماع سري ضم رئيس «حركة/جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي وعن «حركة توحيد شعب دارفور» أيوب محمد ورئيس «حركة تحرير السودان» عبدالواحد محمد نور. وأضافت الوكالة أن مدير جهاز الأمن الأوغندي طالب قادة المتمردين بالامتناع الفوري عن عقد اجتماعاتهم في كمبالا، وأن قادة التمرد السودانيين «اعتذروا عن أخطائهم» ووعدوا بعدم عقد اجتماعاتهم لاحقاً على الأراضي الأوغندية. وأكد المسؤول الأمني الأوغندي، بحسب ما نُقل عنه، أن «أوغندا مورست عليها ضغوط، وباتت تحذر من علم الخرطوم بهذه الاجتماعات، التي تعود على كمبالا بما لا تحمد عقباه». وتستضيف أوغندا معظم قادة الحركات المسلحة في دارفور عقب طلب دولة جنوب السودان منهم الرحيل، فيما اتخذها عبدالواحد محمد نور مقراً له عقب رفض الحكومة الفرنسية السماح له بالعيش في باريس. وتشهد العلاقات السودانية - الأوغندية توتراً مكتوماً منذ توقيع اتفاق السلام الذي أدى إلى انفصال الجنوب. وتتهم الخرطوم نظام الرئيس يويري موسيفيني بدعم وايواء المتمردين، بينما تتهم كمبالا الحكومة السودانية بدعم متمردي «حركة جيش الرب الاوغندي».