اشتبك متظاهرون في كوسوفو مع الشرطة وأشعلوا حريقاً تم إخماده سريعاً في مقر الحكومة أمس (السبت) في أحدث موجة عنف في البلد الواقع بمنطقة البلقان بسبب اتفاق مع صربيا التي كانت تحكمه في السابق. واندلع حريق في مقر الحكومة في العاصمة بريشتينا بعدما ألقيت عليه قنابل حارقة وتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق سريعا واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين المعارضين. واحتشد المتظاهرون للتنديد باتفاق توسط فيه الاتحاد الأوروبي لمنح الاقلية الصربية في كوسوفو المزيد من الصلاحيات وينطوي على احتمال الحصول على تمويل من بلغراد. ويقول زعماء المعارضة إنه «ينبغي على الحكومة تقديم استقالتها بسبب الاتفاق والدعوة لانتخابات مبكرة». وقالت الشرطة إن « 28 شخصا أصيبوا بينهم 24 ضابطا وصحافيين اثنين». وأعتقلت الشرطة نحو 40 شخصا وصادرت أسلحة بيضاء وقنابل حارقة. واتهمت حكومة كوسوفو زعماء أحزاب المعارضة بالدعوة للعنف ومحاولة جر البلاد إلى أتون «الجريمة والفوضى». وقالت الحكومة في بيان إن «هدف هذا الاحتجاج هو الإطاحة بالحكومة بالعنف وتسليم البلاد للمجرمين الذين أشعلوا النار اليوم في مبنى الحكومة والشرطة». وقالت أحزاب المعارضة إنها ستنظم المزيد من الاحتجاجات حتى تستقيل الحكومة. وكان إقليم كوسوفو الذي تعيش به أغلبية ألبانية أعلن الاستقلال عن صربيا بدعم من الغرب في العام 2008 بعد نحو عشرة أعوام من ضربات جوية شنها حلف شمال الأطلسي لطرد القوات الصربية التي اتهمت بقتل وطرد المدنيين من الأغلبية الألبانية خلال صراع. ولا تعترف صربيا باستقلال كوسوفو لكن يتعرض كلا الطرفين لضغوط من الاتحاد الأوروبي لضبط علاقاتهما حتى يتسنى لهما المضي قدما نحو الحصول على عضوية الاتحاد. ويعتبر الكثير من ألبان كوسوفو الاتفاق مع صربيا تهديدا للاستقلال الذي حصلوا عليه بشق الأنفس والذي تعترف به حاليا أكثر من مئة دولة على رأسها القوى الغربية الرئيسية. وقال السفير الأميركي في كوسوفو غريغ دالاوي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «العنف السياسي يهدد الديمقراطية وكل ما حققه كوسوفو منذ الاستقلال». وكانت الولاياتالمتحدة أكبر مؤيد لاستقلال كوسوفو.