يستقبل الرئيس حسني مبارك اليوم الرئيس ياسر عرفات الذي وصل الى القاهرة بعد ظهر امس من الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان يطلع عرفات مبارك على نتائج محادثاته في واشنطن مع الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والتطورات الاخيرة في شأن استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط. واكد عرفات في تصريح مقتضب عقب وصوله الى القاهرة "ان كلينتون يبذل جهوداً كبيرة لحماية عملية السلام ... لدينا برنامج عمل في الفترة المقبلة ونأمل بتنفيذ ما اتفق عليه في واشنطن في اقرب فرصة ممكنة"، متجنباً الخوض في التفاصيل. في غضون ذلك، أكد مصدر ديبلوماسي مصري لپ"الحياة" ان مصر لم تتلق حتى امس ما يفيد بان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ستتوقف في القاهرة خلال جولتها المقبلة في المنطقة في الخامس من الشهر الجاري، لكنه لم يستبعد ذلك. الى ذلك "الحياة"، رويترز دانت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" بشدة امس قرار الرئيس ياسر عرفات قبول الخطة الاميركية المعدلة في شأن اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية. كما انتقدت الجبهة التي يتزعمها نايف حواتمة "حذف عرفات فقرات" من خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة تتعلق باعلان الدولة الفلسطينية تنفيذاً لرغبة اسرائيل والولاياتالمتحدة. وطالبت الجبهة باجراء استفتاء شعبي على الخطة الجديدة التي قالت انها "تركت الارض المحتلة لغول الاستيطان واهملت القدس واللاجئين والنازحين والحدود والمياه والممرات". ودعت الشعب الفلسطيني الى الاعتصام احتجاجا على الخطة الاميركية الجديدة. وتقضي احدث نسخة معدلة من الاقتراح الاميركي بان تنسحب اسرائيل من 13 في المئة اخرى من اراضي الضفة على ان تبقى ثلاثة في المئة من هذه النسبة في صورة محمية طبيعية لا يمكن لاي من الجانبين البناء فيها. وقال عرفات بعد محادثات مع الرئيس بيل كلينتون اول من امس انه قد يقبل فكرة انشاء المحمية شرط ان يكون الفلسطينيون والاسرائيليون مسؤولين عن الامن فيها بصورة مشتركة. واتهمت "الديموقراطية" التي تعارض اتفاقات السلام عرفات بانه اقر بان الضفة وقطاع غزة "ارض متنازع عليها" وفق اتفاق اوسلو وليست ارضا محتلة كما قررت الاممالمتحدة والشرعية الدولية. وقالت ان "ارض فلسطين ليست ملكا عقاريا لاحد حتى يتصرف بها. اننا ندعو الى وقف المفاوضات والاقلاع عن الصفقة الصغيرة السرية حتى يتوقف الاستيطان". من جهة اخرى دانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس "التنازلات" التي قدمتها السلطة الفلسطينية في مسألة "المحميات الطبيعية"، وقالت في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه امس: "مثلما كان الجميع يتوقع رضخت السلطة الفلسطينية للضغوط الاميركية وخطت خطوات اوسع نحو المربع الصهيوني المستند الى هاجس الامن واساطير تاريخهم المزيف وتراجعت عن مواقفها وتهديداتها". واضافت: "اننا في حماس لم نستغرب اقدام هذه السلطة على الاذعان لشروط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وتصوراته لما يسمى باعادة الانتشار الهزيل لالتقاط ما تبقى من كرامتها المتناثرة ومواصلة خداع الشعب بشعارات الدولة واحلام الاستقلال، غير اننا نعتقد ان هذه السلطة باتت قابلة لاي تسوية يعرضها العدو وتفرضها قوته المتغطرسة في مواجهة ضعف السلطة وهزالها".