أنهى منسق الجهود الاميركية في عملية السلام في الشرق الأوسط السفير دنيس روس الليلة الماضية مهمته في المنطقة من دون ان يتمكن من حسم النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن حجم انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الضفة الغربية. تفاصيل اخرى ص3 وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد صلّب موقفه خلال جولة روس، وقبل اجتماعه مع الرئيس بيل كلينتون في واشنطن في 20 من الشهر الجاري، بقوله انه لن ينفذ سوى عملية اعادة انتشار واحدة بدلاً من الثلاث التي وعد بها الفلسطينيين بموجب اتفاق الخليل. كما كشفت حكومة نتانياهو تحدياً لطلبات الادارة الاميركية المتكررة لوقف انشاء المستوطنات، خططاً لمضاعفة عدد الوحدات السكنية في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية على مدى العقدين المقبلين. وأثار الاعلان عن تلك الخطط الاستيطانية غضب الفلسطينيين وانزعاج الاتحاد الأوروبي الذي أصدرت بريطانيا، التي ترأسه حالياً بياناً أمس كررت فيه موقف الاتحاد "الواضح" من الاستيطان والذي يعتبر المستوطنات "غير قانونية وضارة بعملية السلام في آن معاً"، حسب ما جاء في بيان أصدره باسم الاتحاد الأوروبي وزير الدولة البريطاني ديريك فاتشيت امس. وشارك روس في مفاوضات خلال جولته التي استغرقت أربعة أيام من دون تحقيق تقدم يستحق الذكر في ما يبدو. اذ على رغم انباء عن بعض التقدم في مجالات مثل الممر الآمن بين قطاع غزةوالضفة الغربية وموضوع الأمن ومطار غزة، قال وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه أمس ان الجهود الاميركية الأخيرة أثمرت "صفراً، ولم تحقق أي نتائج". واجتمع روس أمس للمرة الأخيرة في جولته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ثم مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل عودته الى واشنطن اليوم السبت. وكانت الولاياتالمتحدة تأمل بتلقي تأكيدات من اسرائيل في شأن تنفيذ انسحاب من مزيد من أراضي الضفة الغربية. لكن نتانياهو أذعن لضغوط المتشددين اليمينيين في حكومته الائتلافية ورهن اعادة انتشار القوات الاسرائيلية بتنفيذ السلطة الفلسطينية حملة ضد اعضاء الحركات الاسلامية الفلسطينية وخفض عديد قوات الشرطة. وأكد نتانياهو في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" امس انه لن ينفذ سوى انسحاب واحد. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحيفة: "لا يمكن ان يطالبنا أحد بتنفيذ التزاماتنا في شأن الانسحابات فيما هم الفلسطينيون لم ينفذوا التزاماً واحداً من التزاماتهم". وأضاف: "لذا اقترحت اتفاقاً ننفذ بموجبه انسحاباً واحداً، وتسلم بقية الأراضي كجزء من اتفاق الوضع النهائي". وأصرت الولاياتالمتحدة في الماضي على ان تنفذ اسرائيل الانسحابات الثلاثة كلها، لكن الخطط التي كشفتها أمس وزارة الاسكان الاسرائيلية لبناء 30 ألف منزل جديد في مستوطنات يهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة من شأنها ان تعقد الانسحابات في المستقبل. وتقضي هذه الخطط بمضاعفة عدد السكان اليهود بحلول عام 2020 في الأراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها. وقال وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه معقباً بغضب على الخطة الاسرائيلية: "الموقف الاسرائيلي هو مزيد من الاستيطان، ومزيد من مصادرة الأراضي ومزيد من الغطرسة في رفض تنفيذ الاتفاقات". من جهة اخرى، أكد الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة، خوان كارلوس برانت، ان الأمين العام سيقوم بجولة في الشرق الأوسط في الجزء الثاني من الشهر المقبل للاجتماع بقادة المنطقة "وبحث مسائل ذات صلة بنشاطات الاممالمتحدة وأهدافها ودورها في المنطقة". وقال برانت ان جولة الأمين العام ستشمل مصر واسرائيل والأردن ولبنان وسورية والمناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وزاد ان كوفي انان سيزور مراكز حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وكذلك مقر "اونروا" في قطاع غزة. وأضاف ان من المتوقع ان يدشن الأمين العام المقر الجديد لپ"اسكوا" في بيروت المعنية بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.