كررت سورية انتقاداتها لسياسة الحكومة الاسرائىلية ورفضها استئناف المفاوضات على المسار السوري من النقطة التي توقفت عندها في بداية العام 1996، ول "التحالف العسكري" بين انقرة وتل ابيب الذي يستهدف "فرض الهيمنة" و"الضغط" على دول الجوار. جاء ذلك في عرض سياسي قدمه نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام امام اجتماع امناء فروع حزب "البعث" الحاكم في البلاد والمحافظين، في حضور رئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي وعدد من الوزراء والمسؤولين، بهدف اعطاء تصور للتطورات السياسية في المنطقة والعالم. ونقلت مصادر رسمية عن خدام قوله: "ان سياسة الحكومة الاسرائيلية والمفهوم الاسرائيلي للسلام القائم على استمرار الاحتلال والاستيطان ورفض المرجعية التي قامت عليها عملية السلام، لن يؤديا الى تحقيق السلام العادل الشامل في المنطقة"، خصوصاً وان حكومة بنيامين نتانياهو "تسعى الى فرض المشروع الصهيوني على الامة العربية". لكن خدام جدد التشديد على التزام بلاده عملية السلام واستعدادها استئناف مفاوضات السلام من النقطة التي توقفت عندها، بعد اعلان حكومة نتانياهو "قبولها التزامات الحكومة السابقة المتعلقة بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وشمولية السلام على اساس المرجعية التي قامت عليها العملية السلمية ومبدأ الارض مقابل السلام". وكان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع اعلن قبل ايام في واشنطن ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت سترسل المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك الى دمشق للبحث في تحريك المسار السوري المجمد منذ نحو عشرين شهراً. واشار نائب الرئيس السوري الى "تجديد الحكومة الاميركية التزامها العملية السلمية وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفق قرارات الاممالمتحدة 242 و338 و425 وتنفيذ المبادرة الاميركية التي تلتزم سورية بها رغم اقتناعها ان اسرائىل غير ملتزمة بها". وعن العلاقات بين تل ابيب وانقرة، قال خدام ان اسرائيل تسعى الى "تعظيم قوتها العسكرية وتضخيمها واقامة تحالف مع تركيا يهدف الى فرض الهيمنة والسيطرة على الارض العربية وعلى الامة العربية، والى احداث انشقاق في العالمين العربي والاسلامي". وزاد ان "التحالف" يستهدف ايضاً "الضغط على دول الجوار العربي والاسلامي والسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية في تلك الدول"، داعياً الى "تضامن عربي فعال لإدراك ما يخطط لأمتنا العربية"