بعد أقل من عام له في المنصب، استقال المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن أنديك من منصبه في ضوء الجمود الحاصل في العملية التفاوضية وفشله في الوصول إلى اتفاق مبدئي كان الجانب الأميركي يطمح إليه الشهر الماضي. وأكدت مصادر أميركية رسمية ل «الحياة» استقالة أنديك الذي تولى المنصب نهاية تموز (يوليو) الماضي. وجاءت الاستقالة بعد العراقيل التي واجهت العملية التفاوضية واللوم غير المباشر الذي وجهّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري وأنديك إلى الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتانياهو، واعتبارهما أن تل أبيب لم تف بالتزاماتها الافراج عن السجناء الفلسطينيين في نيسان (أبريل) الماضي ومضت في التوسيع الاستيطاني. ويعتبر أنديك من أقل الوجوه المحببة لنتانياهو بسبب التشنج السياسي الذي طبع العلاقة بينهما في التسعينات حين كان أنديك سفيراً لواشنطن في اسرائيل وعمل بتوجيه من الرئيس السابق بيل كلينتون على فرط التحالف الحكومي يومها والذي قاده نتانياهو مما أوصل إيهود باراك إلى الحكم آنذاك. كما يُعرف انديك بعلاقته المقربة من وجوه السلطة الفلسطينية بينهم الرئيس محمود عباس وكبير المفاوضين صائب عريقات. ومع استقالة أنديك وتوقع عودته كنائب رئيس لمعهد بروكينغز للدراسات، لم يتضح أمس ما إذا كانت الادارة ستعيّن خلفاً له في ظل هيمنة أولويات أخرى غير عملية السلام في هذه المرحلة على الأجندة الخارجية وبينها الملفان العراقي والسوري والمفاوضات مع إيران. وقالت (أ ف ب) المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في حسابها على «تويتر»، إن أنديك «سيستعيد منصبه كنائب للرئيس وكمدير السياسة الخارجية في (مركز أبحاث) بروكينغز». وشكر وزير الخارجية جون كيري في بيان رسمي أنديك على جهوده وخدمته هدف السلام لعقود. وقال كيري إن نائب أنديك ومستشاره فرانك لوستين سيتولى موقتاً المنصب كمبعوث أميركي للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. ولوستين هو من المقربين لكيري ورافقه لسنوات في مجلس الشيوخ قبل الانتقال إلى الخارجية العام الماضي. وكان (رويترز) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق محادثات السلام مع الفلسطينيين في 24 نيسان (أبريل) الماضي بعدما أبرم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاق مصالحة مع حركة «حماس». وفي أول تصريح علني له على المفاوضات قال أنديك في أيار (مايو) إن الجانبين لا يملكان الجرأة لتقديم التنازلات الضرورية، وشدد على أن بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة يمثّل عائقاً رئيسياً أمام المحادثات.