لفت مجلس المطارنة الموارنة الى استمرار الضائقة الاقتصادية منتقداً اعتماد سياسة سندات الخزينة. ولاحظ ان الجو السياسي الداخلي "لا يريح"، معتبراً ان "نشر المعايب المتبادلة بين الحكومة والمعارضة وتبادل القاء التبعات ليس السبيل الامثل لحل المشكلات". وجاء في بيان تلاه أمين سر البطريركية الخوري يوسف طوق بعد الاجتماع الدوري الاسبوعي للمجلس أمس في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال نصرالله صفير، ان المجتمعين "ناقشوا الوضع المعيشي الذي تجلّى في الاعياد، وقد حرمت عائلات كثيرة بهجتها لضيق ذات اليد وقصورها عن تأمين الضروري، بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة وفقدان الحماية لليد العاملة اللبنانية والصناعة والزراعة وسائر مرافق الانتاج الوطني واعتماد سياسة سندات الخزينة التي تحول دون التوظيف في مشاريع توفّر العمل للعاطلين منه". ولاحظ المجلس ان "الجو السياسي الداخلي العام لا يريح المواطنين بعدما اعتمدت الحكومة طريقة الهجوم على المعارضة وسيلة للدفاع عن السياسة التي تنتهجها في التضييق على حرية التعبير وحصر مجمل الاعمار في العاصمة، فيما القضايا الكبرى مهملة، وفي مقدمها قضية اعادة المهجرين وتمكين ابناء المناطق النائية من الاقامة فيها بايجاد عمل لهم وتوفير الخدمات العامة الاساسية للحيلولة دون نزوحهم الى المدن التي اصبحت مكتظة". ورأى "ان نشر المعايب المتبادلة بين الحكومة والمعارضة والقاء التبعة كل منهما على الاخرى ليست السبيل الامثل لحل المشكلات القائمة التي تقضي بجمع الصفوف وتضافر الجهود، على رغم تباين وجهات النظر لتحقيق هدف واحد هو انهاض لبنان واعادته الى وضعه الطبيعي يمكنه من ممارسة دوره التاريخي في المنطقة والعالم في مناخ من الحرية والسيادة والاستقلال الناجز". ورحّب المجلس بالسفير البابوي الجديد في لبنان المونسنيور انطونيو ماريا فيليو الذي استقبله البطريرك صفير لاحقاً، يرافقه رئيس البعثة البابوية في العالم المونسنيور روبرت شتيرن ورئيس البعثة في لبنان عصام بشارة. وكان صفير التقى وفد الكونغرس الاميركي برئاسة السناتور اللبناني الاصل نك رحال الذي اعتبر "ان للبنان دوراً مهماً يؤديه في عملية احلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وعند التوصل اليه سيكون حقيقياً في لبنان". وأكد ان سياسة الولاياتالمتحدة "تدعو الى استقلال لبنان وحريته وسيادته، وتعمل من اجل ذلك وستتابع ذلك توصلاً الى وضعه في سلم الأولويات في ما يتعلق بمفاوضات السلام"، ولاحظ "ان لبنان حقق تقدماً ملموساً خلال السنوات الماضية خصوصاً في مجال الاعمار، وهذا يعطي صورة جيدة من اجل دعوة الاميركيين الى زيارة لبنان والاستثمار فيه". وأشار الى ان صفير وضع الوفد الاميركي "في الصورة الحقيقية للوضع اللبناني وما يعانيه اللبنانيون". ونقل عنه تمسكه "بلبنان السيد الحر المستقل الذي يتمكن من اتخاذ قراراته بنفسه، وتشديده على العيش المشترك".