يشهد شهر رمضان الحالي عروضاً مختلفة للمسلسلات السورية في معظم الشاشات الفضائية العربية. وغالبية شركات الانتاج كثفت عملها خلال الصيف والخريف الماضيين لتقدم أعمالها الدرامية في هذا الشهر المبارك. والسمة العامة لمعظم هذه الأعمال هي اختيار مواقع خارجية للتصوير حيث تم توظيف البيئة لصالح البناء الدرامي. وهذا الأسلوب الذي بات شائعاً في الانتاج السوري تطور كثيراً خلال الأعوام الماضية وتم بناء قرى تلفزيونية في مواقع مختارة. كما انتقلت كاميرات التصوير الى مواقع أثرية جديدة لتستخدمها في انجاز المسلسلات التاريخية. وفي هذا العام شهدت قلعة الحصن تصوير عمل كامل هو "تاج من شوك". والتصوير الخارجي الذي يبدو ممتعاً للمشاهد بواقعيته، يشكل جهداً مضاعفاً على فريق العمل خصوصاً الفنيين. فتنشأ مشاكل الصوت والاضاءة وضبط الحركة في مواقع التصوير الذي يشتمل عملياً على مجموعات من الناس العاديين تزور المكان ولا علاقة لها بالدراما. كما انه يتطلب أعداداً كبيرة من الكومبارس ليشكلوا كتلة بشرية تغطي موقع التصوير الواسع. الأعمال الكبيرة لهذا الموسم تتضمن الكثير من المسلسلات المتفاوتة الموضوعات ما بين الفانتازيا التاريخية والكوميديا. المخرج باسل الخطيب انهى العمليات الفنية على مسلسلة "هوى بحري" للكاتب قمر الزمان علوش، ويروي قصة قرية بحرية معزولة تعيش حياتها من خلال قبطان يحمل اليها اخبار العالم، لكنها تدخل في حركة البلد فجأة فتبدأ مشاكلها. وتم تصوير هذا المسلسل في منطقة بانياس، في قرية بنيت خصيصاً لذلك وقام بالبطولة الفنان أيمن زيدان والفنانة نورمان أسعد. وكان أيمن زيدان أثناء تصوير "هوى بحري" يتنقل ما بين قلعة الحصن ومنطقة بانياس، حيث صور في الوقت نفسه مسلسل "تاج من شوك" عن قصة لرياض عصمت مقتبسة عن مجموعة أعمال شكسبير في الصراع على السلطة. ويعرض هذا العمل على قناة دبي الفضائية بينما يعرض "هوى بحري" على الأرضية السورية. اما المخرج نجدت أنزور فقضى معظم الصيف في مدينة اللاذقية لانهاء مسلسله الجديد "العوسج" الذي كتبه غسان نزال. وهذه الدراما تحمل قصص البحر وتحوي عدداً من المشاهد الصعبة التي اعتاد المخرج أنزور على تنفيذها. في المجال الكوميدي، أنهى المخرج هشام شربتجي منذ مدة مسلسله "مذكرات جميل وهناء" من بطولة أيمن زيدان ونورمان أسعد ويقارب الى حد ما ما قام به المخرج سابقاً في مسلسل "يوميات مدير عام". وكذلك عملان آخران يعرضان في رمضان من بطولة ياسين بقوش الأول بعنوان "ياسين تورز" والثاني "حدث في المطبخ" من اخراج عماد سيف الدين. ومن المتوقع ايضاً عرض مسلسل "عيلة سبع نجوم" لمتابعة هذه السلسلة الكوميدية التي بدأت قبل ثلاثة أعوام تقريباً. وسيكون نصيب شركة ART كبيراً من هذه العروض كونها شاركت في انتاجها. التاريخ المعاصر سيبرز في عملين أساسيين: الأول "حمام القيشاني" في جزئه الثاني، فبعد ان تناول الجزء الأول مرحلة الانتداب على سورية، سيطلق الثاني في فترة الاستقلال ويتعرض لشخصيات مهمة من هذه المرحلة أمثال حسني الزعيم وشكري القوتلي، والعمل الثاني هو "الثريا" في جزئه الثاني ايضاً والذي سيتناول مرحلة الوحدة مع مصر ومواقف القوى السياسية السورية في تلك الفترة. وكان الجزء الأول الذي صور بكامله في حلب استعرض عبر الشرائح الاجتماعية مرحلة ما قبل الوحدة والصراع السياسي الذي رافقها. ان كثافة العروض لهذا العام ستعيد الى الأذهان موقع الدراما السورية وستطرح أسئلة كثيرة حول طبيعة الأعمال المعروضة والقضايا التي ستطرحها.