عاد السياح مرة اخرى الى مدينة الأقصر بعد غياب دام أسابيع عقب حادث الدير البحري. وظهر العشرات خلال أعياد رأس السنة مستقلين الدراجات في جولات حرة في شوارع المدينة. كما شاهدت "الحياة" العشرات منهم يستقلون دراجات ودواباً، ويعودون ادراجهم في وقت متأخر ليلا بعد زيارة الآثار وقرى منطقة البر الغربي التي كانت موضع الحادث الاخير. وبدا السياح واثقين من سيادة الأمن في المدينة وقدرتهم على التجول بحرية في ارجائها. وقالت السائحة الانكليزية جويز بيشوب لپ"الحياة" إنها جاءت إلى الأقصر في أجازة طويلة لقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة وسط أهل المدينة كعادتها في مطلع كل سنة تشعر بالأمان في الأقصر أكثر من مدينتها مانشستر، وبحمية شعب المدينة البسيط وحرصه على سلامتها طوال وجودها وسطه. كان السياح الفرنسيون اول العائدين الى المدينة الأثرية العريقة في جماعات بعد الحادث. وأتت الطائرة الشارتر الأولى التي أقلت مجموعة سياحية أوروبية إلى مطار الأقصر الدولي قادمة من فرنسا وعلى متنها ركاب فرنسيون. وتوافدت بعدها الطائرات الانكليزية والهولندية والالمانية والاميركية إلا أن صاحب شركتي "الغردقة وميدترانيان" للسياحة احمد البارون قال إن نسبة السياح في المدينة لا تتجاوز حتى الآن 15 في المئة من الاعداد المأمول وصولها إلى الأقصر. لكنه أكد أيضا أن السياح عادوا بسرعة إلى المدينة اكثر من المتوقع بفضل الجهود التي بذلت على المستويين الحكومي والأهلي. السياح العرب ايضا ظهروا على غير العادة في الأقصر وحظيت المدينة بأعداد كبيرة من السياح اللبنانيين والاردنيين وأولئك القادمين من فلسطين وقطر أيضا. لكن السياح اللبنانيين كانوا على رأسهم. وساهمت المؤتمرات العربية والمحلية المتوالية التي استضافتها المدينة وبينها الاجتماع السنوي لمجموعة "دلة البركة" وراديو وتلفزيون العرب آ. إر. تي والمؤتمر السنوي العام للهلال الأحمر الفلسطيني، والمؤتمر العام للنقابات المهنية في مصر، ومؤتمر نقابة المعلمين المصرية - في تحقيق بعض الرواج السياحي للأقصر. مدير فرع شركة "مصر للطيران" في المدينة الكابتن طيار حسن سليمان قال لپ"الحياة" ان الأقصر تجاوزت فترة الركود السياحي وبدأت إشراقة أمل جديدة، مشيرا الى ان تطبيق "مصر للطيران" قرار خفض رسوم السفر بنسبة 50 في المئة كان له اثر ملموس في تحريك النشاط السياحي. وأفاد انه بعد ما كان سعر الرحلة من القاهرة إلى الأقصر 259 جنيهاً مصرياً انخفض الى 139 جنيها فقط ذهابا وعودة. لكنه رأى ان رجال الأعمال كانوا الأكثر استفادة من قرار الخفض، الذي كان يتعين اقتصاره على المجموعات السياحية فقط حسب رأيه. وحول خفض عدد رحلات الطيران اليومية من وإلى الأقصر، قال ان ذلك لا يؤثر على الحركة السياحية لأن الشركة مستعدة لتلبية أي طلبات بتسيير رحلات جديدة أو مفاجئة في أي لحظة. واشار السيد جميل الخبير السياحي ووكيل "جمعية رجال الأعمال في مدينة الأقصر" الى سعي جمعيته - بالتعاون مع سلطات المدينة - الى تنويع المنتج السياحي في المدينة، وعدم قصره على السياحة الثقافية عبر إقامة مشاريع ترفيهية ورياضية واقامة سوق حرة دولية للتسوق على مساحة 200 فدان قرب مطار الأقصر الدولي لجذب وتشجيع سياحة التسوق كذلك وضع خطة تسويق لتلك المشاريع فوراً. وأفاد ان "جمعية رجال الأعمال في الأقصر" بدأت تطرق ابواباً جديدة في العالم لجذب السياحة إلى السوق المحلية بينها دول الكومنولث والدول الاسكندنافية التي بدت اكثر قربا وحبا وودا لمصر وتقديرا لأمنها في أعقاب الحادث بعدما رحبت شركات عدة في تلك الدول بتنظيم رحلات منتظمة قريبا الى مصر. احصاءات: - ارتفعت نسبة الاشغال في فنادق الأقصر في الأيام الماضية، فبلغت في فندق "سونستا" 62 في المئة و"الجولي فيل موفينك" 65 في المئة و"ايزيس" 21 في المئة و"ايتاب" 28 في المئة و"شيراتون" 2 في المئة و"ونتر بالاس" 24 في المئة. - بلغ متوسط اعداد زوار آثار منطقة البر الغربي 3100 زائر يوميا. - وصلت في آخر شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي قافلة سيارات ماليزية تضم 16 سيارة تقل مجموعة سياحية مغامرات ماليزية، وذلك في نهاية جولة بدأت في كيب تاون وزاروا خلالها 16 دولة.