أعلن اتحاد المصارف العربية انتهاءه من اعداد دراسة جدوى لشركة قابضة للسياحة العربية البينية أقر انشاءها مجلس وزراء السياحة العرب، وحصلت "الحياة" على نسخة منها. وقال رئيس اتحاد المصارف العربية محمود عبدالعزيز لپ"الحياة" انه تلقى موافقة وزراء السياحة في كل من تونس والمغرب ومصر وسورية والأردن ولبنان على المساهمة في رأس مال الشركة البالغ 500 مليون جنيه مصري. وتوقع زيادة التدفقات الاستثمارية لقطاع السياحة العربي من ثمانية بلايين جنيه حالياً الى ثمانية بلايين دولار اميركي عام 2000. ولفت الى ان الشركة القابضة ستحوي خمس شركات فرعية منها شركة للتأجير التمولي تقدم للمستثمرين المعدات والتجهيزات اللازمة للفنادق والشركات السياحية بدلاً من قيامهم بشرائها وتحمل تكاليف استثمارية كبيرة، واخرى للطيران العارض الشارتر، وشركة للاستثمار الفندقي، وشركة للنقل السياحي البري لتنشيط حركة نقل أفواج السياح العرب بين الدول العربية من خلال الطرق البرية وخفض كلفة الانتقال وجذب عدد أكبر من السياح لا سيما الشباب، علاوة على شركة لتقديم الخدمات السياحية. وشدد على ان الشركة، التي ينتظر تدشينها في النصف الأول من السنة الجارية، تهدف الى تنشيط السياحة البينية العربية ودعم التكامل العربي وزيادة دخل الدول المشاركة من السياحة فضلاً عن زيادة نصيبها من السياحة العالمية. وقال ان ايرادات الاقطار العربية من السياحة ناهزت 7.5 بليون دولار، أي ما يعادل 2.5 في المئة فقط من اجمالي الايرادات السياحية الدولية مقابل نحو 2.8 في المئة من عدد سياح العالم نحو 14 مليون سائح، الا انه لاحظ ان المؤشرات تتوقع زيادة معدل النمو السياحي في منطقة المشرق والخليج بمعدل ضعفين ونصف الضعف مع قدوم عام 2010. وعزا عبدالعزيز ضآلة حصة المنطقة العربية من حجم السياحة العالمية الى انخفاض حجم الاستثمارات في مجال انشاء وصيانة المؤسسات السياحية، وعدم توافر البرامج التسويقية المتكاملة للمناطق السياحية في الدول العربية. وانتقد الافتقار الى بيانات ومعلومات دقيقة عن واقع السياحة العربية اللازمة وامكان استكشاف الفرص الاستثمارية في المجال السياحي مما يؤثر سلباً على متخذي القرار في ذلك المجال. واعتبر ان مقومات نجاح المشروع تتركز في تمتع عدد كبير من الدول العربية بمقومات الجذب السياحي الديني والثقافي والترفيهي والعلاجي والطبيعي، وتقارب العادات والتقاليد ووحدة اللغة في تلك الدول. وقال ان هذه العوامل تساهم في تشجيع السياحة بين الدول العربية علاوة على قرب الدول العربية من بعضها، ما يخفض الوقت وكلفة الانتقالات. ورأى أن وجود شبكة من الطرق تربط بين الأقطار العربية له أكبر الأثر في تشجيع صناعة السياحة وحركة الانتقال لا سيما امام أولئك الذين يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة في السفر. ولفت الى ان السائح العربي يفضل الاقامة لمدة طويلة في البلد الذي يزوره، فضلاً عن انه يصطحب أسرته وغالباً تكون كبيرة العدد، وهذا كله يؤدي الى زيادة الانفاق على الاقامة والتنقلات والرحلات الترفيهية. وقال ان تنشيط السياحة العربية يكون بتشجيع رؤوس الاموال العربية على الاستثمار في المشاريع السياحية، ومنح امتيازات اضافية للمستثمرين، وتسهيل الاجراءات الروتينية، ورفع قدرة النقل السياحي والتوسع في انشاء الطرق السريعة بين الدول العربية، وتدعيم خدماتها، فضلاً عن العمل على رصف وتطوير الطرق الدولية القائمة لتربط جميع الدول العربية عن طريق البر، وحماية المناطق السياحية الحالية والجديدة من الزحف العمراني والصناعي والتوسع العشوائي. ودعا الى تدعيم الصناعات المرتبطة بقطاع السياحة مثل صناعة المفروشات، وتجهيزات الفنادق، والمواد الغذائية، مع تلبية هذه الحاجات من داخل المنطقة العربية وتحجيم اللجوء الى الاستيراد. وزاد رئيس اتحاد المصارف العربية انه يجب اجراء حصر شامل لكل الوحدات الفندقية والخدمات السياحية القائمة في الدول العربية، ووضع ترتيبات تكفل حصول كل منها على مزايا سياحية، واحلال التكامل بدلاً من التنافس، فضلاً عن وضع خريطة سياحية تشمل المعالم الحضارية والثقافية والترفيهية وتحديد المناطق السياحية اللازم تنميتها، والامتداد السياحي مستقبلاً. وكانت الدورة الاستثنائية عقدت أخيراً في القاهرة بحضور 20 دولة عربية لبحث موضوع الحادث الارهابي الذي تعرضت له مدينة الأقصر السياحية وسبل تفادي آثاره السلبية على قطاع السياحة المصري، فضلاً عن الاتفاق على خطوات عملية لمساندة هذا القطاع.