منذ 18 شهراً عندما تسلمت سيندي تيبل رئاسة تحرير مجلة "نيووومن" قيل ان شيئاً تغيّر أخيراً في الصحافة النسوية، وجاءت زبدة القول من القارئات بأعداد كبيرة. ولعل الخطوة الجريئة الأولى التي اتخذتها سيندي أنها نشرت صورة الغلاف للعارضة ايمي امرسون وهي ترتدي ملابس من القياس 16، كما احتوى العدد نفسه مواضيع ناقشت بصراحة مسألة الضغوط الاعلامية الهائلة التي تمارسها الصحافة وشركات التلفزة على المرأة كي تتطابق صورتها مع النموذج النحيل. وكان من ضمن المواضيع مقدمة العدد بقلم سيندي نفسها وعنوانه "لماذا لا نرى نساء حقيقيات على شاشة التلفزيون؟". في الشهر التالي وسعت سيندي حملتها المضادة، ونشرت اعلاناً ضخماً لنوع من البسكويت يدعى "تيم تام" معروف باحتوائه على كمية "منكرة" من الزبدة والسكّر. وجاءت المواضيع أيضاً تناقش التأطير الغبيّ لشكل المرأة والطروحات الدارجة حول الجنس والعلاقات والتجميل الجراحي، مما يسود المجلات الأخرى ويلوّنها. "يومها قيل لي في الإدارة وفي مكتب الاعلانات التابع للمجلة ان المعلنين يتذمرون" تقول سيندي وتضيف: "كان هناك خوف حقيقي من أن تصبح نيووومن مجلة المرأة السمينة، وجاءت مديرة التحرير تستغيث بين ان نبحث عن مواضيع تعالج كيفية الحصول على رجل والاحتفاظ به". من جهته، وجد ناشر المجلة صعوبة واضحة في مقاومة اتجاه سيندي، ذلك ان القارئات أعربن عن سرورهن بما تفعله وتقوله رئيسة التحرير الجديدة. أخيراً تجلت قوة الضغوط الصادرة عن شركات الاعلان بعدما تلقت اعتراضات متلاحقة من منتجي مستحضرات التجميل والتنحيف. ونزولاً عند رغبة المعلن جرى الاستغناء عن خدمات سيندي: "قيل لي إنهم يريدونني ان اذهب لأنني لا أتبع اتجاه المجلة". رئيسة التحرير الجديدة غاي برايانت تنفي أن يكون المعلنون مارسوا ضغوطاً مباشرة للاستغناء عن سيندي. وفي رأيها ان رحيل سيندي عائد إلى التناقض الذي اشتركت المجلة فيه: "من جهة، تمتلئ صفحاتنا باعلانات لمستحضرات التجميل والعطور والعقاقير والأساليب الرياضية المؤدية إلى قوام ومنظر معينين، ومن جهة أخرى تقول مواضيعنا إنه لا أهمية كبيرة لمنظر المرأة. أليس هذا التناقض مضراً بالمجلة؟". اللافت ان مبيع "نيووومن" ارتفع إلى 116 ألف نسخة في عهد سيندي تيبل. لكنها الآن تجاري المجلات الأخرى المماثلة مبيعاً، حريصة على عقودها "السمينة" الموقعة مع المعلنين، شرط أن تبقى الدعوة إلى النساء النحيلات مستمرة.