عزز الأردن دفاعاته العسكرية على طول حدوده الشرقية مع العراق، وضاعف عدد الحواجز الثابتة والطيارة في المنطقة الحدودية في اطار اجراءات احترازية تحسباً لانعكاسات عملية عسكرية اميركية مرتقبة ضد اهداف عراقية اواسط الشهر المقبل. وقالت مصادر اردنية موثوق بها لپ"الحياة" امس ان قوات الأمن وضعت في حال طوارئ كما اتخذت اجراءات للتعامل مع احتمال تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين هرباً من العراق. وأعربت مصادر رسمية عن قلقها من احتمال توقف امدادات النفط من العراق خلال العمليات العسكرية. وتراوح كمية النفط التي يستوردها الأردن من العراق بين 10 و11 الف طن يومياً تنقلها براً نحو 600 شاحنة. وذكرت هذه المصادر ان مخزون النفط الاحتياطي لدى المملكة لا يتجاوز استهلاك ثلاثة اسابيع. وكانت امدادات النفط توقفت بضعة أيام خلال الحملة العسكرية على العراق في كانون الثاني يناير 1991. وتعيد اجراءات الطوارئ التي اتخذها الأردن الى الاذهان، الاجراءات التي اتخذها عشية حرب الخليج الثانية. ولفتت مصادر مطلعة الى ان الاجراءات الاحترازية هذه المرة "هي الأوسع نطاقاً منذ حرب الخليج الثانية". وقال مسؤول أردني ان الحكومة اجرت تحضيرات لإيواء آلاف اللاجئين العراقيين في مخيمات في المنطقة الحدودية في حال اقتضى الأمر. وتأتي هذه التطورات على خلفية معلومات حصلت عليها "الحياة" عن نية الأردن السماح للطائرات الاميركية بمعاودة طلعاتها الاستطلاعية فوق جنوبالعراق اعتباراً من الشهر المقبل انطلاقاً من قواعد جوية أردنية.