أكد المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية السيد علي صدر الدين البيانوني نية حركته "تصعيد عمل المعارضة السياسية السلمية" من اجل "لفت الانتباه الى حال الانغلاق السياسي واستمرار حال الطوارئ ووجود آلاف المعتقلين وعدم وجود مؤسسات شعبية حقيقية تستطيع ان تكفل انتقالاً طبيعياً للسلطة دون ازمات سياسية". وأضاف السيد البيانوني الذي يقوم حالياً بزيارة للسعودية لاداء العمرة وقضاء العشر الاواخر من رمضان ان حركة الاخوان "اظهرت كل ايجابية ممكنة للدخول في حوار يهدف الى تطبيع العلاقات بينها وبين السلطة وتطوير بنية سياسية صالحة لمستقبل سورية واطلاق المعتقلين وتسوية اوضاع الاف المهاجرين لكنها لم تتلق اي رد من الجانب الاخر". وكانت آخر مبادرة اتصال بين السلطة والحركة المحظورة جرت في مثل هذا الوقت من العام الماضي وتمثلت بلقاء بين البيانوني والقيادي الاخواني السابق امين يكن في جدة. ويعلق البيانوني على ذلك اللقاء قائلاً "ابلغت الأخ يكن انفتاحنا التام على حوار وتفاهم مع السلطة حول كل شيء يؤدي في النهاية لخير سورية". وذكر ان يكن ابلغه في وقت لاحق ان المسؤولين في دمشق لم يقتنعوا بأن هذا "موقف الجماعة ككل وانما موقف المراقب العام وحده" وبالتالي اجتمع يكن في عمان في لقاء اوسع ببعض اعضاء مجلس شورى الحركة الذين ايدوا موقف البيانوني في الانفتاح على السلطة. ونقل يكن هذا الموقف الى دمشق "غير اننا لم نسمع منهم شيئاً منذ ذلك الوقت سوى رد بعض المسؤولين عبر الصحافة وكان محبطاً اذ ورد فيه ان لا مجال للحوار مع الاخوان كجماعة وان الدولة لا تمانع في عودتهم ولكن فردياً". ويقول البيانوني ان حتى مسألة العودة الفردية ليست مضمونة اذ ان كثيرين من الذين اطمأنوا ونزلوا الى الشام تعرضوا للاعتقال والتحقيق وبعضهم لا يزال معتقلاً حتى الآن. ومن خرج يمر عبر بوابة المخابرات وضغط على الكثيرين من اجل ان يتعاونوا امنياً مع الاجهزة، كما منعت اسر عادت الى سورية من مغادرتها. والطريف المؤلم ان بعض الاولاد الذين ولدوا بعد الاحداث تعرضوا للتوقيف عندما نزلوا مع امهاتهم". وكان العامان 95 و97 شهدا اشاعات كثيرة عن احتمالات مصالحة أو انفراج في العلاقة بين الدولة والحركة اللتين دخلتا في صراع سياسي وعسكري قتل فيه الآلاف بلغ ذروته بين عامين 1979 و1982. واطلقت السلطات السورية في نهاية 95 اكثر من 1000 معتقل محسوبين على الاخوان دفعة واحدة. واثر ذلك عاد الى دمشق باذن شخصي من الرئيس حافظ الأسد المراقب العام السابق للاخوان الشيخ عبدالفتاح أبو غدة. وكان الشيخ أبو غدة الذي توفى العام الماضي من كبار العلماء المسلمين ويحظى باحترام في العالم الاسلامي، وكان الهدف الاساسي لزيارته مقابلة الرئيس الأسد كي يطلب منه اطلاق الوف المعتقلين، غير ان اللقاء لم يتم رغم بقاء الشيخ في سورية اكثر من عام الى ان غادرها وتوفى بعد ذلك في السعودية. ويبدي البيانوني تشاؤماً بمستقبل العلاقة بين الاخوان والسلطة اذ يقول: "الفرصة السابقة كانت مناسبة جداً للطرفين، واذا لم يحلوا مشاكلهم مع قطاع كبير من الشعب وهو في حال من الاستقرار فأنهم لن يحلوا مشاكلهم مستقبلاً". ويرى ان على الحركة "تصعيد عملها السياسي السلمي من اجل لفت الانتباه الى حال الانغلاق السياسي، وعدم وجود مؤسسات شعبية حقيقية تستطيع ان تكفل انتقالاً طبيعياً للسلطة ودون ازمات سياسية". ورفض البيانوني ان يكون تحرك الاخوان يستهدف في الدرجة الأولى عودة المهاجرين منهم وتسوية اوضاعهم قائلاً "نحن نريد وطناً نتمتع فيه بكل حقوقنا السياسية وليس مجرد مكان نعيش فيه. فالحمدلله الأخوان متعلمون وقد رتبوا اوضاعهم في كل الدول التي اضطروا الى الهجرة اليها. وعن طموح الاخوان للمستقبل في سورية قال "نريد نظاماً برلمانياً وتعددية سياسية حقيقية وان يبتعد العسكر عن السياسة وان تكون حرية اسواق واقتصاد واطلاق الحريات العامة والغاء القوانين الاستثنائية والاحكام العرفية" ورأى ان افضل مرحلة تاريخية مرت على سورية بعد الاستقلال هي الحكم البرلماني من 54 الى 57 واضاف "لو استمرت هذه المرحلة وتعززت الديموقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان والحريات، لكان وضع سورية افضل بكثير ولكانت اقوى اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً مما هي اليوم".