أبدى كبار اعضاء الادارة الأميركية أمس بعد اجتماعهم في البيت الأبيض تأييدهم للرئيس بيل كلينتون، وسط الفضائح الجنسية التي تهدد صدقيته وربما أيضاً بقاءه في المنصب. وقالت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت للصحافيين ان كلينتون بدأ الاجتماع بتكرار نفيه لاقامة علاقة جنسية مع مونيكا لوينسكي، الموظفة السابقة في البيت الأبيض، وأنه حضها على نفي تلك العلاقة. وقالت ان الرئيس أبلغ الحضور أن "الادعاء كاذب، وعلينا التركيز على عملنا وستكون الامور على ما يرام". وجاءت تصريحات اولبرايت بحضور وزيرة الصحة والخدمات الانسانية دونا شلالا ووزير التعليم ريتشارد رايلي والتجارة وليام دايلي. وقالت اولبرايت للصحافيين باسم الأربعة: "اعتقد ان الادعاءات باطلة تماماً" فيما أبدى الآخرون موافقتهم. من جهة اخرى اعلن في واشنطن أمس تأجيل الأخذ بافادة جديدة من لوينسكي الى ان يتمكن محاموها من الحصول على حصانة قضائية لها من المدعي المستقل كينيث ستار. وتحتاج لوينسكي الى الحصانة لأنها كانت ادلت الى محامي بولا جونز، التي تلاحق الرئيس امام القضاء بتهمة التحرش الجنسي بها عام 1991، بإفادة تحت القسم نفت فيها أي علاقة عاطفية او جنسية مع الرئيس. وكان المفترض ان تدلي بشهادة جديدة امامهم أمس بعدما كشفت تسجيلات صوتية سرية للوينسكي احتمال ان تكون كذبت تحت القسم، وان هناك ما يشير الى ان الرئيس نفسه ومستشاره فرنون جوردان حرضاها على الكذب. وتسلم المدعي المستقل ستار التسجيلات التي قام بها مخبرون من مكتب التحقيقات الفيديرالي، وذكرت تقارير أنه ينوي اعطاء الحصانة الى لوينسكي. الا ان وليام غينزبرغ محامي لوينسكي قال لوكالة "اسوشييتد بريس" أمس ان موكلته "مستهدفة" من جانب المدعي ستار، وان محققي الادعاء رفضوا طلب الحصانة. كما انتقد غينزبرغ اسلوب المدعي المستقل في التعامل مع موكلته واتهمه بتوجيه "ضغوط" عليها. وقال في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا أميركا": "تعرضنا مرارا خلال المناقشات مع مكتب المدعي للضغط... وهددوا بتوريط والديها اللذين لا يعرفان شيئا عن القضية كما اعتقد". وقال المحامي غينزبرغ ان المخبرين، بعد حصولهم على التسجيلات، احتجزوا موكلته تسع ساعات للتحقيق من دون حضور محاميها. ويفتح تدخل المدعي المستقل احتمال اقامة دعوى جديدة من جانبه تحمل للرئيس خطراً أكبر بكثير من دعوى جونز، لأنها قد تؤدي في النهاية الى محاكمته امام الكونغرس بتهمة اعاقة مجرى العدالة وارتكاب انتهاكات في البيت الأبيض. وكان مخبرو مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي بالتعاون مع زميلة سابقة للوينسكي حصلوا على تسجيلات صوتية تتحدث فيها عن علاقتها بالرئيس. وكشفت وسائل الاعلام، أول من امس، مقاطع من التسجيلات تشير الى وجود العلاقة، فيما كشفت أمس انها تظهرها ايضا وهي تشكو من احتمال تورط الرئيس في علاقات مع ثلاث موظفات غيرها في البيت الأبيض متزامنة مع علاقته معها. وكان المدعي المستقل واصل تدخله في الفضيحة الجديدة أول من أمس عندما استدعى للتحقيق بيتي كاري وهي موظفة اخرى في البيت الأبيض. ويدور بين كبار المسؤولين في البيت الأبيض نقاش حاد حول كيفية مواجهة الفضائح الجنسية التي تهدد الرئيس. وقالت مصادر من الادارة ان البيت الأبيض يدرس امكان عقد مؤتمر صحافي يستخدمه الرئيس لتوضيح الموقف قبل القاء خطاب "حال الأمة" السنوي الى مجلس الكونغرس الثلثاء المقبل. وأكد أمس الناطق الرئاسي مايك ماكاري "الجميع في البيت الابيض، المستشارون السياسيون والمحامون، يريدون أن يحصل ذلك قبل الثلثاء". من جهة أخرى ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة أن نائب الرئيس الاميركي آل غور قدم دعمه "لصديقه" بيل كلينتون. وقال غور في لقاء في البيت الابيض مع بعض ناشري الصحف الاميركية ان "الرئيس كلينتون نفى الاتهامات وأنا أصدقه". وتابع "لقد قال كلينتون انه سيتعاون بشكل كامل مع المدعي المستقل". وأشار استطلاع للرأي رويترز، أجرته محطة "سي بي اس" التلفزيونية الخميس الى ان الشعور العام ينزع الى تصديق تقارير الفضيحة الجنسية مع لوينسكي لكنه أكثر شكاً بأنه طلب اليها الكذب. وخلص الاستطلاع الهاتفي الذي شمل 501 شخص ميلهم الى تصديق ان كلينتون كانت له علاقات جنسية مع مونيكا لوينسكي، اذ قال 41 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انه حقيقي علي الارجح بينما اعرب 21 في المئة عن شكهم. وقال الباقون أنهم لا يعرفون ما فيه الكفاية لتكوين رأي. ازاء ذلك قال 27 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انهم يعتقدون أن الرئيس طلب الى لوينسكي الكذب بشأن العلاقة بينما رفضت نسبة مماثلة هذا الرأي، وقال الباقون انهم لا يعلمون عن الامر ما فيه الكفاية. ورداً على سؤال اذا كانت للمزاعم "اهمية كبرى للأمة" أبدى 41 في المئة اعتقادهم انها كذلك، بينما قال 21 في المئة انها "ذات اهمية نسبية"، وقال 35 في المئة أنها "ذات اهمية محدودة".