أعلن "بنك المشرق" في دولة الامارات نجاحه في تحقيق أرقام قياسية عن العام الماضي على رغم الاشاعات التي تعرض لها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وأدت الى موجة سحوبات دفعت المصرف المركزي في الامارات الى اصدار بيانات تؤكد سلامة "بنك المشرق" الذي يملك أكبر قاعدة عملاء في البلاد يتجاوز حجمها 125 ألف عميل. وجاءت نتائج المصرف، التي أعلنها رئيسه التنفيذي عبدالعزيز الغرير، مغايرة للتوقعات التي كانت ترجح امكان نمو أرباحه بمعدل يراوح بين 10 و15 في المئة مقارنة مع 1996، وأعلن الغرير ان أرباحه الصافية نمت العام الماضي بنسبة 5.38 في المئة لتحقق بذلك رقماً قياسياً جديداً هو الأعلى في تاريخ المصرف منذ ثلاثين عاماً. وقال الغرير: "ان الأرباح الصافية بلغت 6.485 مليون درهم 132 مليون دولار مقارنة مع 324 مليون ردهم حجم الأرباح التي حققها عام 1996 وكانت تزيد بنسبة ثمانية في المئة على عام 1995". مشيراً الى ان "موجوداته نمت بنسبة 2.12 في المئة لتبلغ 3.17 بليون درهم 7.4 بليون دولار وتجاوزت العائدات التشغيلية حاجز البليون درهم. ورفض الغرير تحديد حجم السحوبات التي تعرض اليها المصرف بسبب الاشاعات وقال: "ان غالبيتها عادت الى المصرف"، مشيراً الى نمو اجمالي حجم الودائع على مدار العام بنسبة 5.9 في المئة من 5.11 درهم الى 6.12 مليون درهم 43.3 بليون دولار، وزادت التسهيلات المقدمة للعملاء بنسبة 6.14 في المئة من 9.8 بليون درهم الى 2.10 بليون درهم 7.2 بليون دولار. وتركزت الاشاعات التي تعرض لها المصرف على خسارته في الأسواق المالية الآسيوية التي تعرضت لأزمات في الربع الأخير من العام الماضي. وأكد الغرير ان اكثر من 90 في المئة من استثمارات المصرف موظفة في أسواق الامارات التي مرت العام الماضي بمرحلة انتعاش. وقال: "ان بنك المشرق نما في الأعوام الماضية بمعدلات فاقت ضعف النمو الذي حققه القطاع المصرفي في البلاد، وخلال الأزمة المفتعلة التي تعرضنا لها فتحنا أبوابنا أمام العملاء لاتخاذ قرارهم بالسحب حتى اننا مددنا ساعات العمل اليومية لتأكيد ثقتنا بأنفسنا، وتؤكد نتائج نهاية العام صحة قوتنا". ومن المقرر ان توافق الجمعية العمومية للمصرف، الذي يعتبر أكبر مؤسسة مالية مملوكة للقطاع الخاص، على توصية مجلس الادارة بتوزيع أرباح نسبتها 50 في المئة على المساهمين بواقع 40 في المئة نقداً وعشرة في المئة أسهم منحة تضاف الى رأس المال الذي سيرتفع الى نحو 600 مليون درهم وتقرر تحويل باقي الأرباح الى الاحتياطات والسنوات المقبلة لتدعيم القاعدة الرأسمالية للمصرف. وأشار الغرير الى ان المصرف سيزيد استثماراته لتطوير كفاءة مستويات الخدمة والعناية بالعملاء، مشيراً الى ان عام 1997 شهد نمواً غير مسبوق في نشاطات قطاع الخدمات المصرفية التجارية وتم تأسيس وحدة خاصة للقروض المشتركة، نجحت في ادارة قروض اقليمية لعدد من الشركات الكبرى المتعاملة مع المصرف. وتوقع الرئيس التنفيذي لبنك المشرق ان تكون نسبة 1998 أحد أهم السنوات في تاريخ المصرف. وقال: "ستكون السنة الجارية السنة التي سنسعى فيها الى الاستئثار بحصص أكبر في القطاعات كافة"، مشيراً الى ان ذلك سيتحقق على رغم الانخفاض الذي سجلته أسعار النفط في الأسواق الدولية.