تصاعدت المواجهات المسلحة بين الصرب والألبان في كوسوفو فيما تقدمت اليونان بمبادرة تفاوضية في مسعى لتهدئة الأوضاع والتخفيف من المواقف المتناقضة للطرفين المتصارعين في الأقليم. وأفادت البيانات الصربية امس الاثنين ان مراكز شرطة عدة في كوسوفو تعرضت الى هجمات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية اسفرت عن إصابة شرطيين وألحقت أضراراً بالأبنية والسيارات و"تقوم اجهزة الأمن بعمليات تفتيش واسعة بحثاً عن الارهابيين". واعتبر مسؤول الشؤون الداخلية في البرلمان اليوغسلافي رادميلو بوغدانوفيتش الوضع معقداً في كوسوفو. ورأى انه "ينبغي توفير حد للألبان المتمردين بوضعهم أمام أحد خيارين، الالتزام بقوانين البلد أو معاملتهم كأجانب وفي المقدمة زعيمهم إبراهيم روغوفا الذي يستوجب ان يحمل الجنسية اليوغوسلافية، واذا رفض، يتم التعامل معه كما لو كان اجنبياً". من جانبها ذكرت مصادر الألبان ان قوات شرطة كبيرة انتشرت في بلدية ماليشوفو بذريعة ملاحقة جيش تحرير كوسوفو "مستخدمة أساليب تعسفية مثل اطلاق النار على البيوت والاعتداء بالضرب على المارة واعتقال السكان الألبان وافتعال انفجار العبوات الناسفة في عاصمة الاقليم بريشتينا". واعرب نائب رئيس الحركة الوطنية الالبانية في كوسوفو فهمي اغاني عن قلقه العميق إزاء الوضع الصعب الذي يخيم على السكان الألبان وناشد المجتمع الدولي "وضع حد لعنف الساعين لتحويل كوسوفو بوسنة جديدة". ورحب رئيس الحكومة الالبنانية فاتوس نانو بمبادرة اليونان التي عرضت استضافة محادثات حول كوسوفو. وقال "ان البانيا مستعدة لحضور هذا الاجتماع من أجل العمل لايجاد تعاون دولي يكون بمقدوره حل مشكلة كوسوفو". ويذكر ان حكومة بلغراد لم تفصح عن رأيها حتى الآن في شأن المبادرة اليونانية لكن وسائل الاعلام الصربية كانت اشارت الى ان يوغوسلافيا لا تمانع في عقد اجتماع لدول البلقان التي تشكل أقليات قومية من أجل الاتفاق على الصيغة التي تحدد حقوقاً متساوية لجميع الاقليات.