سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوباما: حان الوقت للقادة الشجعان كي يفتحوا الباب أمام السلام.. وأميركا لن تفرض حلاً للصراع إطلاق المفاوضات المباشرة في مقر الخارجية الأميركية.. وسط أجواء متشائمة
دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما فجر أمس (بتوقيت الرياض) الاسرائيليين والفلسطينيين الى انتهاز "فرصة" صنع السلام التي قد لا تتوافر مرة أخرى، وذلك قبيل اطلاقه المفاوضات المباشرة بين الجانبين في وقت لاحق من مساء أمس بمقر الخارجية الأميركية وسط أجواء متشائمة مع الاصرار الاسرائيلي على استمرار الاستيطان. مبارك ينصح الإسرائيليين بعدم تفويت الفرصة ويؤكد على ضرورة وقف الاستيطان حتى انتهاء عملية السلام وقال أوباما بعد استقباله في البيت الأبيض على التوالي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، ان "فرصة السلام هذه قد لا تتوافر مرة أخرى". وتقدم القادة الخمسة معاً في البيت الابيض لالقاء خطب قبل المشاركة في العشاء الذي حضره أيضاً مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير. وقال أوباما في كلمة مقتضبة في حديقة البيت الأبيض "لا يمكنهم (الاسرائيليون والفلسطينيون) ان يفوتوا" هذه الفرصة، مؤكداً ان "الوقت حان للقادة الشجعان وأصحاب الرؤية ان يفتحوا الباب أمام السلام الذي تستحقه شعوبهم". ووعد أوباما أيضاً بان "تلقي (الولاياتالمتحدة) بكل ثقلها" من أجل التوصل الى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين استأنفوا محادثاتهم المباشرة أمس في مقر وزارة الخارجية الاميركية بعد توقف استمر 20 شهرا. لكنه قال انه "في نهاية المطاف، لا يمكن للولايات المتحدة ان تفرض حلا ولا يمكن ان نرغب فيه اكثر من الاطراف المعنيين انفسهم". واضاف في حال لم يظهر الطرفان التزاما جديا في هذه المفاوضات فان هذا النزاع الذي استمر طويلا سيستعر اكثر وسيصيب جيلا جديدا. لا يمكننا بكل بساطة ان نقبل بذلك". الرئيس أوباما يتحدث لعباس ونتنياهو خلال الحفل الخطابي في القاعة الشرقية بالبيت الأبيض (أ.ف.ب) وتابع "نعلم ان ارادتنا ستكون على المحك. نعلم ان المتطرفين واعداء السلام سيقومون بكل ما يمكنهم القيام به من أجل تدمير هذه الجهود". ودان اوباما قبل ذلك والى جانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم الذي تبنته حركة "حماس" الثلاثاء واودى بأربعة مستعمرين يهود في الضفة الغربية. واشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني اكدا انهما مقتنعان بانه يمكن التوصل الى حل خلال مهلة عام. وختم ان "الهدف هو التوصل الى تسوية عبر التفاوض بين الاطراف تضع حدا للاحتلال الذي بدأ العام 1967 وتكون نتيجتها قيام دولة فلسطينية مستقلة، ديموقراطية وقابلة للحياة، تعيش جنبا الى جنب بسلام وامن مع دولة اسرائيل اليهودية وجيرانها الاخرين". ودعا الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو الى الوفاء بالتزامه صنع السلام، مؤكدا ان على الاسرائيليين انتهاز "هذه الفرصة" السانحة ووقف الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. واذ لفت الى انه التقى نتانياهو مرارا، اكد انه يامل ان يترجم رئيس الوزراء تصريحاته لمصلحة "سلام طالما انتظره" الاسرائيليون. لكنه شدد على وجوب "ان تجمد اسرائيل كل نشاط استيطاني حتى انتهاء عملية السلام". كذلك، دعا مبارك الاسرائيليين الى "انتهاز فرصة السلام" وعدم تفويتها. من جانبه، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى سرعة التحرك للتعامل مع أصعب العقبات في طريق تحقيق تسوية سلام نهائية. وشدد عبدالله، خلال كلمته في البيت الأبيض على ضرورة أن تتمخض تلك المفاوضات عن نتائج. مأدبة العشاء التي جمعت القادة الخمسة ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث ميتشل. (أ.ب) وقال العاهل الأردني "الوقت ليس في صالحنا". وأضاف أن التوصل إلى اتفاق في غضون عام سيحتاج إلى "عدم ادخار أي جهد في تناول جميع قضايا الوضع النهائي". وحث نتنياهو في كلمته الفلسطينيين على الانضمام اليه في مساعي التوصل الى "تسوية تاريخية" لانهاء عقود من النزاع. من جهته دعا رئيس السلطة محمود عباس الى وقف انشطة الاستيطان الاسرائيلي معتبرا انه "آن الاوان لصنع السلام". وتبادل عباس ونتنياهو الابتسامات وتصافحا بحرارة امام الكاميرات. وقال متوجها الى عباس "أنت شريكي في السلام، والامر يعود الينا ان نعيش جنبا الى جنب ومع بعضنا البعض" قائلا "اتيت الى هنا اليوم لايجاد تسوية تاريخية تخول شعبينا العيش بسلام وامن وكرامة". واضاف "هدفنا هو التوصل الى سلام آمن ودائم بين اسرائيل والفلسطينيين". لكن خطاب نتانياهو التفاؤلي لم يخف ايضا تشدده فيما يتعلق ب "امن اسرائيل". فقد تعهد بالحصول على ضمانات حول الامن محذرا من ان من وصفهم "الارهابيين" لن يعرقلوا الطريق الى السلام وذلك بعد هجومين استهدفا مستعمرين يهوداً في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال "غادرنا لبنان وواجهنا ارهابا، غادرنا غزة وواجهنا ارهابا، نريد التأكد من ان الاراضي التي "نتنازل" عنها لن تتحول الى جيب ثالث فيه ارهاب برعاية ايرانية يستهدف قلب اسرائيل". عباس ونتنياهو في حديث جانبي (إ.ب.أ) واضاف "لذلك فان سلاما مبررا يتطلب ترتيبات امنية يمكنها ان تتجاوز اختبار الزمن والتحديات الكثيرة التي ستواجهنا بالتاكيد" -على حد تعبيره-. ولم يشر نتنياهو تحديدا الى اقامة دولة فلسطينية لكن اقر بمطالب الفلسطينيين بالارض. وقال ان "الشعب اليهودي ليس غريبا في ارضنا، ارض اجدانا. لكننا نعترف بان شعبا اخر يشاركنا هذه الارض". واضاف "اتيت الى هنا اليوم سعيا للتوصل الى تسوية تاريخية تخول شعبينا العيش بسلام وامن وكرامة". من جهته دعا رئيس السلطة الاسرائيليين الى "وقف الانشطة الاستيطانية كافة" في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال "لقد آن أوان صنع السلام، وآن أوان إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة" مضيفا "آن الأوان لوضع حد نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط". وقال عباس "نؤكد هنا باسم منظمة التحرير الفلسطينية أننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل إنجاح هذه المفاوضات، ونجدد التزامنا بتنفيذ كل ما ترتب علينا من التزامات وندعو جيراننا الجانب الإسرائيلي لتنفيذ التزاماته وخاصة وقف كافة الأنشطة الاستيطانية كافة". واضاف "نؤكد أن الدعوة لتنفيذ الالتزامات وكذلك رفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الإغلاق والحواجز التي تخالف حق الفلسطينيين في الحياة والتحرك لا تشكل شروطا مسبقة وإنما هي تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة". وقد استانف الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني مغرب أمس (بتوقيت الرياض) في مقر وزارة الخارجية الاميركية بواشنطن المفاوضات المباشرة برعاية الرئيس الأميركي وحضور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وحددت الادارة الاميركية مهلة سنة للتوصل الى اتفاق سلام بين الطرفين. وكانت المحادثات بين الاسرائيليين والفلسطينيين توقفت في نهاية 2008 مع العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة. لكن استئنافها لا يثير الكثير من الامال طالما ان الخلافات لا تزال قائمة حول ملفات رئيسية ابرزها حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع القدس واللاجئين. واول صعوبة تواجهها هذه المفاوضات تتمثل بالاستيطان الاسرائيلي الذي جمدته حكومة نتانياهو جزئيا لمدة عشرة اشهر تنتهي في 26 ايلول/سبتمبر. العاهل الأردني يوجه كلمة أمام الحفل (إ.ب.أ) مبارك يلقي كلمته فيما ينصت أوباما باهتمام (إ.ب.أ)