يتوقع أن يصل عدد المعتمرين في الحرم المكي الشريف في مكةالمكرمة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى ما يقارب المليوني مسلم. وتساهم في ضخامة هذا العدد عطلة نهاية الاسبوع التي عادة ما تجعل سكان المناطق المحيطة بمكة مثل جدة والطائف وغيرهما يفضلون قضاء عطلتهم في رحاب المسجد الحرام للصلاة والتعبد، اضافة الى إجازات الدوائر الحكومية السعودية التي بدأت اعتباراً من يوم الخميس الماضي، ودخول العشر الأواخر من رمضان منذ الأحد الماضي. وسيصل العدد الى ذروته مساء اليوم السبت إذ يوافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، لأن مجمل الأقطار الاسلامية تجزم بأن ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر، التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، وسمى باسمها سورة قرآنية قال الله تعالى فيها: "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر" وهو ما يجعل المسلمين يجتهدون في تحري هذه الليلة، ويخصونها بالصلاة لله، رجاء الفوز بالليلة التي هي أفضل من 30 ألف ليلة سواها في الأجر. وعلى رغم أن السعودية لا تتوافق مع الدول التي تجزم بأن الليلة السابعة والعشرين هي ليلة القدر، إلا أن الكثافة العددية للمصلين والمعتمرين في الحرم تتشكل باعتبار هذه الليلة هي أحرى لموافقة ليلة القدر، ويرى علماء السعودية أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يحدد ليلة معينة لتكون هي ليلة القدر، وأنه اكتفى بقوله "اطلبوها في العشر الأواخر، في ثلاث يبقين، أو سبع يبقين أو تسع يبقين"، وقوله: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، وذلك لحثّ الناس على الاجتهاد في العبادة خلال أيام العشر الأواخر كلها، ويرى بعض العلماء أن ليلة القدر تتنقل من عام الى آخر بين الليلة الواحدة والعشرين الى التاسعة والعشرين من رمضان. وتقارب كثافة أعداد المصلين والمعتمرين في ليلة 29 رمضان التي توافق مساء يوم الاثنين المقبل، ليلة 27 رمضان، وذلك لأن إمامي الحرم المكي الشيخين عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس والشيخ سعود بن إبراهيم الشريم يختمان تلاوتهما للقرآن الكريم خلال صلاة التراويح في ليلة 29 من رمضان. وتدافعت الأسر السعودية إلى مكة منذ الثالث من رمضان إذ بدأت إجازات قطاعات التعليم في السعودية، ما جعل الحصول على مقعد سفر على إحدى الطائرات المتوجهة إلى جدة، بوابة مكة، أمراً صعباً رغم أن الطائرات التي تتوجه إلى جدة من الرياض مثلاً في كل يوم من أيام رمضان 11 طائرة، عدا الرحلات الاضافية بحسب الضغط، وقد تصل الرحلات الاضافية الى عشر رحلات يومياً. وغالباً ما تقيم هذه الأسر في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام ليتمكن أفرادها، رجالاً ونساء، من أداء الصلوات الخمس وصلاتي التراويح والقيام في الحرم، وترتفع أسعار الايجارات في العقار المحيط بالحرم المكي ليقارب متوسط سعر الشقة العادية يومياً 1000 ريال 267 دولاراً تقريباً، ويفر البعض من هذا الغلاء إلى مناطق بعيدة نسبياً من المسجد الحرام، ما دامت توفر خدمات الانتقال من الحرم واليه قبيل الصلوات وبعدها.