اعترف رئيس لجنة القضاء الروسية يوري كوبتيف أمس بأن شركات روسية اجرت اتصالات بايران لتصدير تكنولوجيا صواريخ اليها، لكنه قال ان "الدولة أوقفت فوراً" هذه الاتصالات، متهماً اسرائيل والولاياتالمتحدة باثارة "ضجة مفتعلة"، فيما أصدر رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين قراراً يمنع تصدير مواد "صالحة للاستخدام المزدوج" المدني والعسكري. وذكر كوبتيف في مؤتمر صحافي عقده عشية توجهه الى واشنطن لتوقيع اتفاق مع وكالة الفضاء الأميركية لانشاء محطة مدارية ان شركات روسية "اتخذت مواقف تحتمل تأويلات مختلفة" في اتصالاتها بايران. وزاد ان الدولة الروسية لم تشارك في هذه الاتصالات بل أوقفتها وأوضحت للأميركيين ان ايران لم تحصل على تكنولوجيا صواريخ من روسيا. وتابع ان الضجة التي أثيرت حول الموضوع "مفتعلة" مشدداً على ان اسرائيل "لعبت دوراً محدداً" في توسيعها. و توقع ان تترك هذه الضجة "مضاعفات سلبية" بالنسبة الى روسيا، وتعرقل المشاريع التي تنوي موسكو تنفيذها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. ورفض كوبتيف تحديد الشركات المتورطة باتصالات مع ايران لنقل تكنولوجيا الصواريخ اليها علماً ان اجهزة الأمن الروسية كانت اعتقلت موظفاً في السفارة الايرانية لدى تسلمه وثائق لها صلة بالتكنولوجيا "المزدوجة"، أعدتها مؤسسة "ترود"، على انها معدات لضخ الغاز. وكشف آنذاك ان عدداً من الايرانيين يدرس اختصاصات في مجال الصواريخ في جامعة باومان في موسكو. وبسبب اعتقال الديبلوماسي الغيت زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي لروسيا. تشيرنوميردين الى ذلك وقع تشيرنوميردين قراراً يقضي بپ"تشديد الرقابة على تصدير سلع وخدمات الاستخدام المزدوج ذات العلاقة بأسلحة الدمار الشامل، والصواريخ الحاملة لها". ويلزم القرار الأطراف الروسية، الحكومية والخاصة، بالامتناع عن عقد أي صفقة لتصدير سلع أو خدمات يمكن ان تستغل لصنع أسلحة نووية أو كيماوية أو جرثومية أو صاروخية. وكانت مصادر روسية واجنبية ذكرت ان نائب الرئيس الأميركي آل غور اجرى اتصالاً هاتفياً بتشيرنوميردين، وأبلغه قلق واشنطن من تعاون بين علماء وشركات في روسيا وبين ايران. صفقة الغاز و"توتال" في واشنطن أ ف ب أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ستيوارت ايزنستات في وقت متقدم ليل الخميس ان الولاياتالمتحدة ستتخذ قريباً قراراً في شأن فرض "عقوبات" على شركات النفط الفرنسية "توتال" والروسية "غازبروم" والماليزية "بتروليام ناسيونال" لتوقيعها صفقة غاز ضخمة مع ايران. وأوضح ان وزارته تتابع التحقيق في ما اذا كان استثمار الشركات الثلاث بليوني دولار في حقل نفط ايراني ينتهك قانوناً اميركياً قانون داماتو يفرض عقوبات على المؤسسات المتعاملة مع ايران. مهلة لحل؟ وأعرب ايزنستات، في كلمة أمام مصرفيين اميركيين، عن امله بأن يتوصل الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة الى حل لهذه المسألة قبل 11 نيسان ابريل المقبل، الموعد الذي حددته بروكسيل لإحالة الخلاف على منظمة التجارة الدولية. وشدد ايزنستات على ان "احداً لا يرغب في مواجهة تجارية"، لكنه أضاف: "سنطبق قانون العقوبات الخاص بايران وليبيا نصاً وروحاً". لكن رئيس بعثة المفوضية الأوروبية لدى الولاياتالمتحدة هوغو بايمان حذر من ان فرض عقوبات اميركية على "توتال" قد يؤدي الى نزاع بين واشنطن والاتحاد.