قال دبلوماسيون غربيون إن روسياالبيضاء هي أحدث دولة تشتبه القوى الغربية في أنها تساعد إيران في انتهاك عقوبات الأممالمتحدة التي تهدف لمنع طهران من تطوير برنامجيها للأسلحة النووية والصواريخ ذاتية الدفع. وإذا ما تأكدت الشكوك ستنضم روسياالبيضاء التي تعاني من العزلة بالفعل إلى الصين وروسيا وسوريا وكوريا الشمالية وتركيا وغيرها من الدول التي تعتقد القوى الغربية أنها ساعدت طهران في الاستهانة بعقوبات الأممالمتحدة منذ أن تبنى مجلس الأمن الدولي أول قرار بفرض عقوبات ضد إيران في أواخر عام 2006. وتوقع دبلوماسيون أن تثار تلك الشكوك خلال زيارة يقوم بها عدد من أعضاء لجنة من خبراء الأممالمتحدةلروسياالبيضاء هذا الشهر لبحث مدى الالتزام بالحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة على بيع التكنولوجيا النووية وتقنيات الصواريخ لإيران. وتتهم القوى الغربية وحلفاؤها طهران بتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة الذرية. وتقول إيران إن طموحاتها النووية تقتصر على توليد الكهرباء لأغراض سلمية وتصف العقوبات بأنها غير مشروعة. وأبلغ دبلوماسيون طلبوا عدم نشر أسمائهم «رويترز» أن روسياالبيضاء بدأت التصرف كوسيط بصورة ما للمساعدة في تأمين وصول الإيرانيين للتكنولوجيا الروسية. وقال دبلوماسي: «أصبحت روسياالبيضاء عنصرًا رئيسيًّا في مساعي إيران لتطوير صواريخ أرض أرض وقدرات نووية لاسيما فيما يتعلق بمعدات الملاحة والتوجيه والتي تعرف بأنها ذات استخدامات مزدوجة». وأضاف «تزداد أهمية روسياالبيضاء بالنسبة لإيران بسبب التراجع الكبير في قدرة إيران على شراء منتجات من دول مثل الصين وروسيا وأمارة دبي التي كانت دومًا مصادرها الرئيسية لمثل هذه المشتريات». وأكد العديد من الدبلوماسيين الغربيين صحة تصريحاته بشأن إيرانوروسياالبيضاء ومن بينها اهتمام الإيرانيين بتكنولوجيا الملاحة والتوجيه لبرنامجهم الصاروخي. وتخضع روسياالبيضاء نفسها لعقوبات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي منذ أن شن الرئيس الكسندر لوكاشينكو الذي يشغل منصبه منذ 1994 حملة صارمة ضد محتجين في ديسمبر 2010 في أعقاب انتخابات رئاسية يقول منتقدوه أنه زور نتائجها، فيما تكابد البلاد الآن أزمة اقتصادية. وضرب دبلوماسي من دولة تنتقد البرنامج النووي الإيراني مثلا لكيفية دخول روسياالبيضاء للصورة. وتحدث عن معلومات استخباراتية تقول إن رجل أعمال من روسياالبيضاء يدعى يوري تشارنياوسكي كان يحاول الحصول على تكنولوجيا لشركته (تي.إم للخدمات) من شركة أوبتولينك الروسية بغرض بيعها لإيران. ونفي تشارنياوسكي الذي تحدث إلى رويترز عبر الهاتف من روسياالبيضاء المزاعم وقال إنه لا تربطه أي صفقات عمل مع إيران. وصرح بأنه لم يبرم أي عقود أو يجر أي اتصالات مع إيران وقال «لم أعمل مع هذه الدولة على الاطلاق...أوبتولينك لديها نفس هذه المعلومات». وصرح المدير العام لأوبتولينك يوري كوركيشكو بأن شركة تشارنياوسكي تعتزم شراء وحدة قياس تعمل بالقصور الذاتي من أوبتولينك يقول تشارنياوسكي إنها للجامعة التكنولوجية الوطنية في روسياالبيضاء. وهذه أول صفقة بين الشركتين. وتعتبر وحدات القياس التي تعمل بالقصور الذاتي مكونًا رئيسيًّا في أنظمة الملاحة والتوجيه الخاصة بالصواريخ والزوراق وسفن الفضاء. وأبدى الدبلوماسيون اهتمامهم بالتعرف على ما أبلغته السلطات في مينسك لممثلي لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن. ومن المتوقع أن تنهي اللجنة زيارتها لروسياالبيضاء في غضون أيام. وقال دبلوماسي «أظن ان من المستحب أن تعرف روسياالبيضاء أنها تحت أعيننا... نتمنى أن تفكر مرتين قبل أن تساعد إيران في انتهاك القانون».