وصل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في وقت مبكر من صباح أمس إلى مكةالمكرمة قادماً من الرياض عبر جدة، ليقضي العشر الأواخر من رمضان إلى جوار بيت الله الحرام، جرياً على عادته السنوية. وكان كبار الأمراء والوزراء والمسؤولين السعوديين يتقدمهم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، في وداع الملك فهد في مطار الرياض. ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" ان "جموعاً من المواطنين من أبناء مكةالمكرمة اصطفت وقت وصول الملك إلى مكة على جنبات الطريق محيين خادم الحرمين الشريفين". وعادة يقيم الملك فهد في قصر الصفا، المطل على المسجد الحرام من جهة الصفا، ويؤدي الصلوات خلف أئمة الحرم المكي مع ضيوفه الذين يتوافدون في العشر الأواخر من رمضان. ويمكن تسمية الديبلوماسية السعودية التي تستضيف زوار بيت الله الحرام من كبار الشخصيات، خلال شهر رمضان ب "ديبلوماسية الأماكن المقدسة"، حيث يقوم السعوديون بتقديم خدمات الضيافة لزوار بيت الله على أكمل وجه من دون التفات للمواقف السياسية. ويقول ديبلوماسي سعودي في تصريح إلى "الحياة": "التزمنا في السعودية بخدمة ضيوف المقدسات الاسلامية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، وابتداء من الملك فهد الذي ارتضى لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، وحتى أصغر المسؤولين السعوديين، فإن هاجس خدمة الحرمين وزوارهما يبقى في أولوياتهم، وللتدليل على ذلك فإن السعودية لم تربط استضافة مسؤول أو شعب، يريد زيارة المقدسات بالموقف السياسي لبلاده من السعودية". ويحسب لديبلوماسية الأماكن المقدسة أنها حققت انجازات بارزة أهمها، اتفاق مكة للتفاهم، مع الجمهورية اليمنية ليلة 27 رمضان 1415 للهجرة 1995 وهو الاتفاق الذي أنهى مرحلة صعبة من التوتر بين البلدين، ومهد لمحادثات تسوية الحدود بينهما الجارية حالياً، اضافة إلى مبادرة الملك فهد للصلح بين الفرقاء من القادة الأفغان في رمضان 1412 هجرية 1992. وعلى رغم أن غالبية الملوك والرؤساء والزعماء يزورون السعودية خلال هذه الفترة من أجل أداء العمرة، إلا أن هذه الزيارات عادة ما تتمخض عن محادثات جانبية للضيف مع القيادة السعودية على هامشها. وفي هذا الاطار أعلن في الأردن ان الملك حسين سيتوجه الخميس المقبل الى السعودية لأداء مناسك العمرة، وسيلتقي خادم الحرمين الشريفين وكبار المسؤولين السعوديين، للبحث في "القضايا العربية والاسلامية ومنها عملية السلام في الشرق الأوسط اضافة الى العلاقات الثنائية". وفي الاطار ذاته أعلن في الكويت قبل أيام أن ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح يعتزم القيام بزيارة للسعودية لأداء العمرة. ويتوقع ان تعلن قريباً زيارات مماثلة يقوم بها مسؤولون عرب وأجانب.