غادر فريق تفتيش دولي يرأسه الأميركي سكوت ريتر بغداد أمس بعدما عطلت مهماته، فيما أرسلت بريطانيا حاملة الطائرات "انفنسيبل" إلى منطقة قريبة من الخليج كاجراء "وقائي". وشدد وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون على أولوية اقناع العراق ب "جنون جهوده المتكررة" لعرقلة مهمات فرق التفتيش. وصرح ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع الأسلحة العراقية المحظورة في باريس أمس بأن الأزمة التي واجهها فريق ريتر أقل أهمية من الأزمة السابقة، وأكدت أن اللجنة سيمكنها أن تنهي عملها "إذا تعاونت العراق". من الخبراء التابعين للجنة وقال بتلر بعد لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان اللجنة أبلغت مجلس الأمن الخريف الماضي بالتقدم الكبير الذي تحقق على صعيد ملف الصواريخ والملف الكيماوي، في حين لا تزال هناك عقبات قائمة على صعيد الملف البيولوجي، وأنه منذ ذلك الحين وضعت آلية تقويم ذات طابع تقني لتسوية هذه العقبات. وتساءل عن دوافع ابطاء العراقيين عمل اللجنة في الفترة الأخيرة رغم التقدم الذي حصل، مشيراً إلى أنه "إذا تعاون معنا العراق وسمح لنا بزيارة ما نريد زيارته سيكون بإمكاننا أن ننهي عملنا". وأشار بتلر إلى أنه يرفض أن يكون لجنسية أي من الخبراء تأثير على أعمال اللجنة، مؤكداً أن ذلك لم يحصل في السابق، وإذا حصل "سأطلب من الشخص المسؤول عن ذلك أن يغادر اللجنة". وعن محادثاته المقبلة مع المسؤولين العراقيين، قال بتلر إنه سيشدد على ضرورة عودتهم لالتزام قرارات الأممالمتحدة والتعاون مع اللجنة والاستماع في الوقت نفسه إلى مخاوفهم المتعلقة بسيادة العراق وكرامته واستقلاله. وذكر ان اللجنة الخاصة تمكنّت أخيراً من تعزيز عملها بفضل عروض المساعدة التي تلقتها من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة لرفع حجم مساعدتها لعمل اللجنة. وكشف قرار التحاق المستشار السياسي الفرنسي اريك فورنييه بمقر اللجنة في الأممالمتحدة ما يرفع عدد الفرنسيين في هذا المقر إلى ثلاثة. وتابع انه منذ البداية اختير اعضاء اللجنة من المحترفين من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وان اللجنة تضم اليوم في عضويتها خبراء من 37 دولة، وان ثلاثة خبراء صينيين انضموا إليها قبل أسبوعين، وهناك امكانية لانضمام عدد من الخبراء الروس، كذلك الفرنسيين، معرباً عن ارتياحه إلى التعددية والتنويع. وعن الفريق الذي رأسه ريتر، قال بتلر إن الفريق يضم 44 شخصاً من 17 دولة وأنه أرسى مع العاملين معه أسساً للتعاون الحقيقي للتوصل إلى إنهاء نزع سلاح الدمار الشامل وصولاً إلى رفع الحظر، ولكن على العراق أن ينظر إلى الأمر بهذه الطريقة. وأشار إلى أن كلاماً كثيراً قيل أخيراً عن عدم تمكن العراق من رؤية "نهاية النفق" في ظل عمل اللجنة الخاصة، معرباً عن اعتقاده أن الاقتراب من نهاية النفق ورفع الحظر يمران الزامياً بنزع السلاح العراقي وأحرز تقدم كبير على هذا الطريق، ولكن يبقى المزيد الذي ينبغي القيام به، وهناك مواقع على خبراء اللجنة زيارتها للانتهاء من قضية أسلحة الدمار الشامل. وأكد بتلر أنه يتوجه إلى بغداد مسلحاً بقرار واضح من مجلس الأمن وأيضاً بدعم حازم من الحكومة الفرنسية أعرب عنه فيدرين خلال لقائهما. في الإطار نفسه، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايف دوتريو انه من المرتقب أن تعقد الأسبوع المقبل، وبطلب من العراق، اجتماعات تقويم ذات طابع تقني في بغداد تتناول مجمل الملفات التي تتولاها اللجنة الخاصة. وذكر دوتريو أن هذه الاجتماعات ستضم خبراء من اللجنة وخبراء عراقيين وآخرين مستقلين ستختارهم اللجنة. وأشار دوتريو إلى أن فرنسا ستقدم قريباً اقتراحاً لضم خبراء فرنسيين جدد إلى اللجنة، وأنها تسعى إلى رفع عدد الفرنسيين العاملين في مقر اللجنة في نيويورك من ثلاثة الآن بعد انضمام فورنييه إلى ستة. إلى ذلك، رحبت بغداد أمس بعرض روسيا ارسال طائرات تجسس في مهمات استطلاع في أجواء العراق، لتحل محل طائرات أميركية من طراز "يو 2" راجع ص 7، لكن وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين الذي يزور تايلاند رفض العرض الروسي، وقال إن طائرة "يو 2" معروفة ب "كفاءتها العالية، وتقدم معلومات قيّمة". زيارة الصحاف لإيران في طهران أ ف ب، قالت مصادر رسمية إن الزيارة التي كان يفترض ان يقوم بها وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف لطهران أمس ارجئت بسبب سوء الأحوال الجوية في غرب إيران. وذكرت ان الصحاف الذي وصل براً إلى كرمنشاه غرب إيران سينتقل اليوم بطائرة إلى طهران. وكانت وكالة الانباء الإيرانية أفادت أن الصحاف سيبحث في تطبيع العلاقات بين بغدادوطهران ل "الحصول على دعم إيراني لإنهاء عزلة" العراق.