اعتبر المستشار الالماني هلموت كول ان رد فعل انقرة العنيف على قرار الادعاء العام الاتحادي في المانيا برفع صفة "التنظيم الارهابي" عن حزب العمال الكردستاني أمر يؤسف له جداً. وقال في خطاب القاه في مؤتمر اوروبي اقامه الاتحاد المسيحي الحاكم في بون: "انا آسف بعمق لرد فعل تركيا". ووجه المستشار الالماني دعوة الى جميع المعنيين بأمر اللاجئين عموماً، والاكراد خصوصاً الى "العمل سوياً من أجل ضرب عصابات التهريب الدولية التي تستغل اللاجئين لقاء مبالغ من المال". وقال انه يتوجب منع هذه العصابات "من تنظيم هجرة جماعية". وأضاف ان المانيا "غير قادرة على حمل الثقل عن اوروبا ولا بد من وضع توزيع عادل للاجئين اليها". واعرب ايضاً عن تخوف غير مباشر من امكانية "ان تسبب المجازر الحاصلة في الجزائر الى هجرة العديد من الجزائريين الى اوروبا". وتعرض وزير الداخلية الاتحادي مانفرد كانتر الى انتقادات شديدة اللهجة امس في البرلمان الفيديرالي من جانب ممثلي المعارضة الالمانية الذين استنكروا وصفه للاجئين بأنهم "مجرمين" يحاولون دخول المانيا بشكل غير شرعي. واعتبرت المعارضة النيابية ان مثل هذه اللهجة تسيء الى سمعة المانيا داخلياً وخارجياً، وحملت الوزير في الوقت نفسه مسؤولية التوتر الذي حصل في العلاقات مع ايطاليا بسبب اللاجئين. وانضمت منظمة "باكس كريستي" المسيحية الانسانية في المانيا الى المنتقدين متهمة كانتر بأنه "يستخدم "خطاباً مهيناً مع اللاجئين". وقالت ان من يتهم اللاجئين بتهديد المانيا ويضعهم الى جانب المجرمين ليس شخصاً مقبولاً من جانب المسيحيين. من جهة اخرى اصدرت سبع تنظيمات كردية ناشطة في المانيا بياناً مشتركاً امس اعلنت فيه انها ستتدخل لدى مختلف الهيئات الحكومية في البلاد من اجل اطلاق مبادرة لحل المشكلة الكردية في تركيا. ودعت الى عقد مؤتمر دولي يؤمن الظروف المطلوبة لاعادة اعمار 4000 قرية دمرتها السلطات التركية على مدى السنين العشر الماضية ويضع البنى التحتية في كردستان ويؤمن العودة لملايين الاكراد الى مناطقهم. وطالبت التنظيمات الكردية السبعة الدول الاوروبية قبول طلبات اللاجئين الاكراد اليها والاتفاق على توزيعهم في ما بينها. واثنى البيان على موقف حكومة ايطاليا وشعبها من اللاجئين واستنكر الحملة الهستيرية التي شنّها العديد من الدول الاوروبية.