حصل الرئيس حافظ الأسد على دعم مصر في مواجهة المناورات البحرية الأميركية - التركية - الاسرائيلية، اذ أعلن الرئيس حسني مبارك في ختام القمة المصرية - السورية مساء أول من أمس انه أبلغ أنقرة "رفض أي حلف" ضد دمشق، وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان القاهرة "ستتخذ خطوات فعلية ضد هذه المناورات في المستقبل"، مشيرة الى ان البلدين "سيتحركان عربياً ضدها" الأمر الذي "يزيد مستوى الرفض العربي خصوصاً وان دولتين من أهم الدول العربية تعارضان هذه المناورات". وكان الرئيس مبارك قال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأسد: "أعلنا رفضنا المناورات منذ البداية لأنها تعتبر حلفاً ضد سورية كدولة عربية شقيقة"، مشيراً الى انه أبلغ المسؤولين الأتراك "أكثر من مرة اننا لن نقبل أبداً أي حلف ضد سورية أو ضد أي دولة عربية، فقالوا انها مناورات للبحث والانقاذ وطلبوا منا ارسال مراقب من مصر فرفضت ان ارسل مراقباً". واستدرك الرئيس مبارك: "لكن سمعنا بعد ذلك بمدة قصيرة ان هذه المناورات ستتكرر في ما بعد وستكون مناورات في البحر المتوسط بين الأطراف المعنية مما يدل على انها لم تكن مناورات للبحث والانقاذ فقط". ودعا الرئيس المصري الى "وجوب مراقبة الوضع لنرى في المستقبل ما سيحصل وبناء عليه نفكر بماذا سنفعل". وكان الناطق الرئاسي جبران كورية أشار الى ان اثر هذه المناورات في "الأمن والاستقرار" في الشرق الأوسط، من دون أي اشارة الى الأردن، سواء في البيان أو في تصريحات المسؤولين على هامش القمة. وأكدت المصادر التي اطلعت على مضمون المحادثات السورية - المصرية "انها تركزت على مسائل جوهرية وليست أموراً شكلية تتعلق بعقد لقاءات ثلاثية أو رباعية". وقالت المصادر ان المحادثات التي شملت اجتماعاً موسعاً واثنين مغلقين اقتصرا على الأسد ومبارك تناولت عدداً من الملفات هي: "تبادل المعلومات في شأن الاتصالات التي اجراها كل بلد في الفترة الأخيرة، خصوصاً الاتصالات السورية - الأوروبية التي تعكس رغبة الطرفين في دور أوروبي أنشط في عملية السلام". ولفتت المصادر الى تشديد الرئيسين على ان "السلام خيار عربي" واستنتجت ان ذلك بمثابة "رمي الكرة في الملعب الاسرائيلي لجهة التزام ما تحقق على المسار السوري في المفاوضات السابقة، والملعب الأميركي كي يضغط على حكومة بنيامين نتانياهو لالتزام السلام". وكان الرئيس الأسد قال رداً على سؤال: "ليس هناك ما يبشر أو يؤكد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية راغبة في تحقيق السلام وايصال العملية الى النهاية المنشودة". وتابعت المصادر المطلعة ذاتها ان "القمة كانت دعماً مصرياً لسورية وحرصاً مشتركاً على مواجهة الضغوطات التي تعتبر المناورات والتحالف العسكري التركي - الاسرائيلي شكلاً من أشكال هذه الضغوطات". وأشارت الى "صمود دمشق أمام أي ضغط وان لا شيء سيغير موقفها في عملية السلام وأسس تحقيق السلام". ولفتت المصادر الى قول الأسد: "لا يمكن لأحد ان يتنازل عن أراضٍ وطنية كي يرضى عنه الآخرون"، ذلك بعدما قال ان دمشق هي "التي فتحت الباب أمام السلام". ومن الأمور الأخرى التي تناولها البحث، حسب المصادر المطلعة، موضوع تطوير العلاقات الثنائية بين القاهرةودمشق "اذ ان اجتماعات عدة ستجري في هذا الاطار في المستقبل"، وأضافت ان البلدين "حريصان على اقامة سوق عربية مشتركة".