نفى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان بلاده تلعب دور الوسيط بين دمشقوأنقرة، لكنه أشار الى انه نقل الى الرئيس حافظ الأسد نتائج محادثاته مع المسؤولين الأتراك في شأن المناورات البحرية الثلاثية و"التحالف" بين تركيا واسرائيل في المجالين الأمني والعسكري. وقال وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان رسالة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الرئيس حافظ الأسد "نقلة نوعية" في علاقات البلدين، فيما لم يؤكد فيدرين أو ينفي سعي البلدين الى "تحالف استراتيجي". وقال فيدرين في ختام محادثاته مع المسؤولين السوريين مساء أول من أمس انه لم يتحدث مع الرئيس الأسد عن "وساطة بالمعنى الكلي، وكما تعرفون لقد زرت تركيا أخيراً لأسباب أخرى واجريت محادثات مع المسؤولين الأتراك واطلعت المسؤولين السوريين الذين قابلتهم في دمشق على مضمون هذه المحادثات التي اجريتها حول هذا الموضوع في أنقرة". وقال الوزير الفرنسي ان "الحوار السياسي مع سورية مستمر وسنواصل ذلك لما له من أهمية كبيرة، خصوصاً وان فرنسا ملتزمة عملية السلام"، في وقت رأى الشرع ان الرسالة التي نقلها الوزير فيدرين الى الرئيس الأسد "تشكل أيضاً نقلة نوعية نحو الأمام في العلاقات الثنائية بين البلدين.، تطرقنا الى مسائل كثيرة ومنها تعثر عملية السلام نتيجة سياسة حكومة نتانياهو المناهضة لأسس مرجعية مدريد ونأمل من فرنسا ان تلعب دوراً مهماً الى جانب شركائها الأوروبيين لانقاذ عملية السلام من الوضع المتردي الذي تعاني منه ونعلق أهمية كبيرة على الدور الفرنسي والأوروبي". وزاد ان "الجميع في حاجة الى هذا الدور، سواء لشركاء عملية السلام أو لراعيها الولاياتالمتحدة وروسيا الاتحادية". وعن وضع عملية السلام، قال فيدرين ان باريس لم تخرج الآن من محادثاتها مع الأطراف المعنية بپ"مبادرة واضحة"، وان "فرنسا تعمل بشكل مستمر في هذا الاطار وعندما يحين الوقت للدخول في التفاصيل سنشير الى ذلك ولا بد لي ان أذكر بأن فرنسا لا تكف عن بذل الجهود مواصلة العمل في هذا الاطار، وتعمل مع كل الأطراف في المنطقة ومع دول الاتحاد الأوروبي ومع الولاياتالمتحدة وروسيا على انعاش عملية السلام ونسعى لأن تصب اقتراحات كل الأطراف في الاتجاه نفسه. وتتوقع سورية ان تلعب أوروبا دوراً متعاظماً وهذه هي فعلاً نظرتنا الى الأمور، مما يدفعنا لعدم توفير أي جهد لكي نعمل وننشط في هذا الاطار". وأضاف ان باريس "ليست وسيطاً في هذه الحالة بل هي شريك أساسي ومهم يمكن ان يساعد كلا الطرفين على القيام بتحليل أفضل للأوضاع والتحدث عنها". ونفى وزير الخارجية الفرنسي وجود "مفهوم فرنسي خاص" لپتطبيق القرار 425، مشيراً الى قرارين "عالجا هذا الموضوع هما 425 و426، وفرنسا بطبيعة الحال كانت قد أقرت هذين القرارين بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، اذ "ليس لدينا مفهوم خاص لهذا القرار فالقرار يتحدث عن نفسه". وسئل اذا كانت بلاده تنوي الضغط على اسرائيل اقتصادياً، فأجاب ان "أوروبا لا تؤيد استخدام الأسلحة التجارية والاقتصادية لحل المشاكل السياسية وهناك فارق حول هذا الموضوع بين أوروبا وأميركا اذ ليس هذا هو المنهج الأوروبي كما ان هذا لا يمنع من القيام بعمل ديبلوماسي حازم وقوي".