"أجمل لحظات حياتي من طفولتي الباكرة، تحولت الى صفحات مضيئة في الذاكرة. كنت أعيش مع جدي في الصين، وكنا أنا وجدي نحب مشاهدة أوبرا بكين الأكثر شعبية على شاشة التلفزيون. الملابس الملونة، الألعاب البهلوانية، والوجوه المطلية بالماكياج التقليدي، جعلت المشهد عابقاً بالألوان الحية. - لماذا يدهن المنشدون وجوههم في أوبرا بكين؟ سألت جدّي. - من زمان، قال، كانت كل الأدوار تسند الى منشدين ذكور، بمن فيها الأدوار النسائية، وكانوا يموهون ذلك بالماكياج. وهكذا استمر التقليد. لم أفهم بالضبط ما كان يعنيه، لكنه أضاف "ان طريقة طلاء الوجوه تعني أيضاً التفريق بين الخيّر والشرير ... وبعد فترة طويلة من مشاهدة الأوبرا على الشاشة الصغيرة بدأت ارسم تلك الوجوه على دفتري. لكنني افتقدت الدفتر ذات يوم وكان جدّي مستسلماً لقيلولته أمام الشاشة، فجلست على الأرض مقابله واستعملت أدوات الماكياج عن منضدة أمي وبدأت أدهن وجهه وهو نائم". هذه سطور من قصة "قناع جدّي" للكاتبة الصينية جنيغ جنيغ 12 سنة. والقصة فازت بالجائزة الأولى لمسابقة سنوية على المستوى الطالبي عبر استراليا. طرافتها والمفارقة فيها ان كاتبتها جاءت الى هذه البلاد منذ ست سنوات ولم تكن تعرف كلمة انكليزية واحدة، كانت تبكي لأنها لم تكن تعرف كيف تطلب من المعلمة الاذن بالذهاب الى المرحاض. وفي غضون ست سنوات تبوأت المركز الأولى في صفها وانغمست في المطالعة حتى أصبح من الضروري اقناعها بضرورة الخروج واللهو مع رفاقها. ويقول والدها غوو جنيغ ان ابنته تقرأ ما لا يقل عن ثلاثمئة صفحة خلال ساعات قليلة. "انها تقرأ. ولا شيء غير. احياناً نحاول اقناعها بالمساهمة في شغل المنزل على الأقل، لكنها قلما تسمع. قرأت "ذهب مع الريح" ثلاث مرات قبل بلوغها الحادية عشرة، أنا سعيد لأنها ربحت مع الجائزة عدداً من الكتب قيمتها خمسمئة دولار. لكنني أتمنى أيضاً أن تتعلم الطبخ ذات يوم!".