لندن، سنغافورة، دبي - رويترز - هبط سعر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» دون 112 دولاراً للبرميل، بعدما تعثّرت محاولة أوروبية ثانية لحل مشكلة الدين، ما زاد مخاوف المستثمرين من احتمال تباطؤ نمو الطلب على السلع الأولية. وتراجعت أسعار النفط في التعاملات الآجلة لليوم الثاني، في حين تبحث الأسواق عن أصول أكثر أماناً قبل اجتماع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، الذي قد يلمّح إلى مزيد من الإجراءات لدعم الاقتصاد. وخسر مزيج «برنت» خام القياس الأوروبي 74 سنتاً ليبلغ 111.48 دولار للبرميل، وكان نزل في وقت سابق إلى 111.21 دولار، وهو أدنى مستوى خلال اليوم منذ الأسبوع الماضي. وتراجع الخام الأميركي الخفيف 1.34 دولار للبرميل إلى 86.62 دولار. وأعلنت منظمة «أوبك» أمس أن سعر سلة خامات نفطها ارتفع إلى 110.69 دولار للبرميل نهاية الأسبوع الماضي، من 109.58 دولار للبرميل في الجلسة السابقة. وأكد أمينها العام عبدالله البدري أمس، أن وكالة الطاقة الدولية أكدت للمنظمة أنها لن تكرّر إجراءً اتخذته في حزيران (يونيو) الماضي، عندما أطلقت كميات من المخزون النفطية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ولفت الى أن المديرة الجديدة لوكالة الطاقة الدولية تعهّدت تحسين التعاون مع «أوبك». وكانت الوكالة قرّرت السحب من المخزون في حزيران الماضي بعد أسابيع من فشل «أوبك» في الاتفاق على زيادة الإنتاج لكبح ارتفاع أسعار النفط. وأوضح أن دول الخليج الأعضاء في «أوبك»، التي زادت إنتاجها لتعويض توقف إنتاج النفط الليبي، ستخفض إنتاجها مع انتعاش إنتاج ليبيا. وأعلن البدري أن بعض حقول النفط الليبية استأنفت الإنتاج أخيراً، وأنها قد تصل إلى مستوى مليون برميل يومياً خلال ستة شهور، مضيفاً أن الإنتاج من حقول وسط ليبيا يمكن أن يعود إلى مستويات ما قبل الحرب خلال 15 شهراً، أما الإنتاج في مناطق أخرى، فقد يحتاج وقتاً أطول. وأشار إلى عوامل اقتصادية سلبية بدأت تؤثر في الطلب على النفط في بعض المناطق من العالم، وأن الحوافز الغربية غير ناجحة، لكن أكد أن «أوبك» تتوقع طلباً قوياً من الصين، موضحاً أن ما بين 16 و20 دولاراً من سعر النفط الحالي هو علاوة تتعلق بأخطار الإمدادات. وكشف أن المنظمة تعترف الآن بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً لليبيا داخل المنظمة. وكانت الأممالمتحدة وافقت نهاية الأسبوع الماضي على طلب ليبي لاعتماد مبعوثي الحكومة الانتقالية كممثلين وحيدين لطرابلس في المنظمة الدولية، ما يعني عملياً الاعتراف بالمجلس الانتقالي. وأظهرت أحدث بيانات صادرة عن مبادرة البيانات المشتركة أن السعودية أنتجت 9.606 مليون برميل يومياً من الخام خلال تموز (يوليو)، مقارنة ب9.813 مليون برميل يومياً في حزيران، أي بانخفاض بلغ 207 آلاف برميل يومياً. وكان الإنتاج في حزيران الأعلى منذ بدء سجلات مبادرة البيانات المشتركة عام 2002، وجاء بعد إعلان وزير البترول السعودي علي النعيمي أن المملكة ستنتج كل ما يحتاجه مشترو النفط بعد انهيار محادثات «أوبك» حول مستويات الإنتاج في 8 حزيران الماضي. وصدّرت السعودية 7.189 مليون برميل يومياً في تموز، مقارنة ب7.378 مليون في حزيران، وفق أحدث بيانات المبادرة. وأبقت الكويت إنتاجها من النفط عند 2.6 مليون برميل يومياً خلال تموز، من دون تغيير عن الشهر السابق، مقارنة ب2.55 مليون برميل يومياً قبل اجتماع «أوبك». إلى ذلك، أعلنت شركة «غلف ساندز بتروليوم» أمس أن حالاً من الضبابية ما زالت تحيط بإنتاج النفط السوري خلال الفترة المتبقية من السنة، في ظل العقوبات الدولية، مؤكدة أنها تعمل على الاحتفاظ باحتياطات نقدية كافية لاجتياز هذه الفترة. وأشارت إلى أنها تعاني من بعض التذبذب على المدى القصير في إنتاج حقلي شرق خربت واليوسفية السوريين، لافتة إلى أن متوسط حصتها من إنتاج النفط في النصف الأول من السنة بلغت 10923 برميلاً من المكافئ النفطي يومياً، في مقابل 9689 برميلاً خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وأوضحت أن الأرباح بعد الضرائب ارتفعت 87 في المئة إلى 31.2 مليون دولار خلال الفترة المذكورة، مقارنة ب16.7 مليون في الفترة ذاتها العام الماضي.