اعتمدت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشروع اللائحة الفنية الخليجية الخاصة بوضع الصور والتحذيرات الصحية على منتجات التبغ. وأوضح المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة التبغ الدكتور ماجد المنيف، أن وزارات الصحة في دول الخليج قرّرت أن تبدأ العمل بهذه اللائحة ابتداءً من آب (أغسطس) في العام المقبل، إذ إن هناك إجماعاً من اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ واللجنة الفنية الخليجية لمواصفات قطاع المنتجات الغذائية والزراعية على إقرار مشروع اللائحة، ووضع الصور التحذيرية على منتجات التبغ. وأضاف: «اللائحة تنص على أن تكون الصور التحذيرية في الجزء السفلي من العلبة على مساحة قدرها 50 في المئة من مساحة كل من الوجهين الأمامي والخلفي للعبوة، وتم اختيار خمس صور منها ثلاث صور لعلب السجائر وصورتان لمنتجات الشيشة»، مشيراً إلى أن المجتمعين شددوا على ضرورة سرعة تنفيذ هذه المواصفات واعتمادها، لمواجهة ما تقوم به شركات التبغ من تضليل واستهداف شرائح المجتمع، خصوصاً الشباب، كون تلك الشركات تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لتحويل المدخنين الجدد إلى مدمنين، والإبقاء على المدخنين الحاليين من دون الإقلاع عن التدخين. وذكر أن وضع الصور التحذيرية على علب السجائر سيحقق عدداً من المكاسب، منها زيادة الوعي الصحي بمخاطر التدخين، وتحفز على الإقلاع وترك التدخين، خصوصاً بين الأميين الذين لا يقرأون والأطفال، وستقلل من جاذبية عبوات التدخين، لافتاً إلى أن عدداً من بلدان العالم طالب بوضع رسومات على عبوات التبغ تظهر مخاطره. وتابع: «تبني هذا التوجه والمتمثل في وضع صور تحذيرية تجسّد بعض الأضرار التي يسببها التدخين، جاء بسبب ما لاحظه المهتمون من التأثير القليل أو المعدوم للعبارات التي تكتب على علب السجائر، لذا سن الكونغرس الأميركي عام 1984 تشريعاً يقضي باعتماد أربع علامات تحذيرية جديدة للسجائر». يذكر أن 90 في المئة من شباب كندا أقروا أن الرسائل المصورة على عبوات التبغ أمدتهم بالمعلومات المهمة عن مخاطر التدخين، وأظهرت التدخين بشكل أقل جاذبية، و67 في المئة من المدخنين في البرازيل قالوا إن التحذيرات جعلتهم يرغبون في الإقلاع عن التدخين، وفي سنغافورة أكد 28 في المئة من المدخنين أنهم أصبحوا يدخنون أقل، نتيجة لهذه التحذيرات. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي التبغ لا يزال أحد الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن تفاديها في أنحاء العالم، فهو يزهق أرواح نحو ستة ملايين شخص، ويسبب خسائر اقتصادية تصل إلى مئات البلايين من الدولارات في العالم في كل سنة، ومن المتوقع أن يزداد هذا التباين أكثر فأكثر على مدى العقود المقبلة، وسيؤدي تعاطي التبغ بحلول عام 2030 إلى قتل أكثر من 8 ملايين من الناس في العالم في كل عام، إذ تبلغ نسبة 80 من الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ... وإصدار دليل لخدمات الإقلاع عنه