أكد المعارض السوري البارز برهان غليون، أن «حساسيات» لم يوضح طبيعتها، تعترض توحيد صفوف المعارضة. لكنه أشار إلى أن «عملاً يجري على مستويات عدة» لجمع معارضي نظام بشار الأسد، منها «التنسيقيات (المحلية للانتفاضة) التي تتجه نحو توحيد نفسها». وكشف ل «الحياة»، أن الاتصالات التي أجرتها فرنسا خلال الأيام الماضية مع أطراف في المعارضة السورية، كانت بهدف الاستماع منها إلى تقويمها للأوضاع وتصورها للتطورات المقبلة وحضها على توحيد صفوفها. ولفت إلى أن «لقاءات أخرى يمكن أن تتم في المستقبل مع الفرنسيين وأيضاً مع الأوروبيين». وقال غليون، وهو أيضاً مدير «مركز دراسات الشرق المعاصر» في جامعة السوربون، إن أبرز ما أثير خلال اللقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية، هو «تصورنا لسورية المستقبل الموحدة أرضاً وشعباً»، إضافة إلى حرص السوريين «على سيادتهم واستقلالهم وعلى أن يكون مصيرهم بأيديهم». وأكد أن الجانب الفرنسي «أبدى تفهماً فائقاً حيال هذا الحرص وعدم رغبة السوريين في أي تدخل أجنبي في شؤونهم». ولفت إلى أن النقاش تناول أيضاً المشاكل المطروحة في إطار توحيد المعارضة السورية والخطوات التي تحققت حتى الآن، ومنها تشكيل «المجلس الوطني السوري»، إضافة إلى «المحاولات التي تهدف إلى ربط هذا المجلس بالشخصيات الوطنية، كما حصل في مؤتمرات عدة، منها مؤتمر اسطنبول، ومع شباب الثورة الممثلين في تنسيقيات». وأكد غليون أنه اتصل بالضابط المنشق عن الجيش السوري المقدم حسين هرموش، الذي أسس «لواء الضباط الأحرار» ولجأ إلى تركيا، قبل أن يختفي وسط تقارير متضاربة عن اعتقاله، إلى أن ظهر الخميس الماضي على شاشة التلفزيون السوري الرسمي ليدلي ب «اعترافات»، بينها أن غالبية المعارضين في الخارج اتصلوا به، وبينهم غليون. لكن غليون أوضح أن الاتصال تم بعدما اتصل به أحد أقارب هرموش ليبلغه بأن المقدم المنشق ينوي العودة إلى سورية لحمل السلاح ضد النظام، طالباً منه إقناعه بالعدول عن ذلك. وقال إنه تحدث إلى هرموش «وأبلغته بأنه لا يحق له اللجوء إلى السلاح، لأن مثل هذا الخيار ينبغي أن يندرج في سياق إستراتيجية كاملة تخص القضية الوطنية». وتابع: «طلبت الشيء نفسه من جميع السوريين الموجودين على الأراضي التركية، ما لم تكن هناك قيادة وطنية معترف بها للمعارضة تمثل الشعب السوري، بحيث تتخذ ما يتوجب من قرارات». ولفت ان «هرموش تعهد التريث وعدم الإقدام على أي عمل، والمكالمة تمت بواسطة هاتف قريبه ويمكن التحقق من ذلك». إلى ذلك، عقد معارضون سوريون اجتماعاً يختتم اليوم في فندق «كونكورد لافاييت» في باريس، لإعلان تأسيس «الائتلاف العلماني الديموقراطي السوري»، الذي يتبنى وثيقة «تفصِّل أسس النظام الديموقراطي العلماني الذي ينبغي أن يقوم في سورية، بحيث يضمن حقوق الأديان كافة وانفصالها عن الدولة». ودعا المشاركون في الائتلاف، الأقليات في سورية إلى دعم الحركة الاحتجاجية ضد النظام. وقالت الناطقة باسم الائتلاف رندا قسيس إن «سورية الغد يجب ان تكون متعددة لا يسيطر عليها الإسلاميون... علينا أن نعمل معاً لإسقاط هذا النظام الذي عذب وقتل ونفى».