دمشق، باريس، نيويورك، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب، ا ب - بدأ وفد نيابي روسي أمس زيارة لدمشق يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد وممثلين للمعارضة، في محاولة لبدء عملية وساطة بين الجانبين، فيما قتل شخصان برصاص الأمن في ادلب، وخرجت جنازات حاشدة لتشييع ضحايا تظاهرات الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن نائب رئيس المجلس الفيديرالي (الشيوخ) الروسي ايلياس اوماخانوف الذي يقود الوفد، قوله: «انطلاقاً من السياسة المبدئية لروسيا الاتحادية التي تؤكد عدم قبول التدخل في شؤون الدول الأخرى، فنحن نؤكد استعدادنا للمشاركة والتعاون لدفع الحوار الوطني في سورية، ويجب أن يحدث ذلك في مناخ طبيعي من دون عنف». وأضاف اوماخانوغ أن «روسيا لا تقف لا مبالية إزاء ما يحصل للشعب السوري، لذلك نريد إيجاد الطرق التي تحول دون تطور الأمور نحو الأسوأ، وننوي التعرف على الوضع والقيام بمشاورات مع مختلف القوى السياسية». وأشار إلى أن الزيارة التي تستمر أربعة أيام «تتضمن برنامج عمل مكثفاً ولقاءات متنوعة مع ممثلي مختلف الفعاليات السياسية والمستقلة والمعارضة للإطلاع على توجهات هذه القوى السياسية». وتعارض روسيا صدور أي قرار عن مجلس الأمن يدين نظام الأسد، وتكتفي بدعوة النظام والمعارضة إلى ضبط النفس. وعُلم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حض أعضاء مجلس الأمن على «توجيه رسالة موحدة وواضحة» إلى النظام السوري لوقف القمع وقتل المدنيين، خلال غداء دعا إليه مندوبي أعضاء المجلس أول من أمس. وقال السفير البريطاني مارك غرانت إن مشروع قرار العقوبات الذي اقترحته دول غربية «لا يزال على الطاولة»، وأن المشاورات في شأنه مستمرة «ونأمل بأن يتم تبنيه قريباً». ميدانياً، قُتل شخصان أمس في حملة مداهمات نفذتها الأجهزة الأمنية في محافظة ادلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «رجلاً وامرأة قتلا خلال حملة مداهمات في بلدة خان شيخون القريبة من مدينة حماة والواقعة في محافظة ادلب». وخرجت تظاهرات في حمص ودرعا وادلب ومعرة النعمان، كما شارك عشرات الآلاف في تشييع قتلى تظاهرات أول من أمس. وأعلنت الحكومة السورية أن الدراسة ستبدأ اليوم «في كل محافظات البلاد»، رغم الأزمة الجارية. وفوّضت وزارة التربية ممثليها في المحافظات «اتخاذ إجراءات مناسبة إذا واجه الطلاب أو المدرسون صعوبات في العملية التربوية». إلى ذلك، قال المعارض السوري البارز برهان غليون ل «الحياة» إن «حساسيات» تعترض توحيد صفوف المعارضة، لكنه لم يوضح طبيعتها. وأكد أن «العمل جار على مستويات عدة لجمع المعارضة، ومنها التنسيقيات (المحلية للانتفاضة) التي تتجه نحو توحيد نفسها». وأشار إلى أن مسؤولين فرنسيين أبدوا اهتماماً بوحدة المعارضة في لقاءات جمعتهم مع معارضين سوريين خلال الأيام الماضية في باريس، وتناولت المشاكل التي تعترض هذه الوحدة. وأكد أن المعارضين شددوا على «حرص السوريين على سيادتهم واستقلالهم وعلى أن يكون مصيرهم بأيديهم»، وأن الجانب الفرنسي «أبدى تفهماً فائقاً حيال هذا الحرص وعدم الرغبة في أي تدخل أجنبي». وفي باريس أيضاً، عقد معارضون سوريون اجتماعاً يختتم اليوم لإعلان تأسيس «الائتلاف العلماني الديموقراطي السوري»، الذي يتبنى وثيقة «تفصِّل أسس النظام الديموقراطي العلماني الذي ينبغي أن يقوم في سورية، بحيث يضمن حقوق الأديان كافة وانفصالها عن الدولة». من جهته، دعا المعارض السوري رضوان زيادة الدول الغربية إلى «استخدام نفوذها» للعمل على استصدار قرار في الأممالمتحدة في شأن سورية. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أمس ان الدول الغربية «يمكنها أن تستخدم نفوذها في شكل أكبر للتوصل أخيراً إلى تبني قرار في الأممالمتحدة». واقترح فرض «منطقة حظر جوي مع إقامة منطقة أمنية على الحدود مع تركيا» تقوم القوات التركية والأطلسية بتأمين حمايتها. وفي تطور لافت، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن نحو 200 معارض عقدوا أمس اجتماعاً نادراً قرب دمشق «لمناقشة تصعيد التظاهر»، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل، مكتفية بالإشارة إلى أن ممثلين عن المشاركين في الاجتماع سيعقدون مؤتمراً صحافياً اليوم.