تعتزم صحافية سعودية مقاضاة أحد المؤرخين في المنطقة الشرقية، لوضعه اسمها على مقالة تتضمن مديحاً له، وكانت الصحافية معصومة المقرقش، التي تعمل في إحدى الصحف السعودية، فوجئت بنشر مقالة عليها اسمها تمتدح المؤرخ علي الدرورة، وتساءلت الصحافية في صفحتها على «فيسبوك»: «بعد هذه الفضيحة هل أسكت...؟ استغلال اسمي بشكل فاضح»، معتبرة أن الكيل فاض بها، وكاشفة في الوقت نفسه أن هذا المؤرخ سبق له أن نشر كتاباً باسمها يتضمن مديحاً له، وأكدت المقرقش أنها أخذت منه تعهداً بعدم توزيع الكتاب وسحبه من المكتبات، وأضافت: «تعهد بهذا، وما لبث أن خالف ونشر المقالة». وحول قصة الكتاب أوضحت المقرقش ل «الحياة» أنها وبهدف كتابة تحقيق طلب منها استعانت بمعلومات من المؤرخ، الذي قام بتزويدها بما تحتاج إليه من معلومات تاريخية، ليتصل بها لاحقاً ويزودها بكتاب، لتكتشف بعدها إدراج اسمها ضمن قائمة المؤلفين والمؤلفات الذين كتبوا عنه، وما كان منها إلا أن اتصلت بالمؤرخ المذكور وطلبت منه سحب الكتاب من المكتبات بشكل ودي بعيداً عن البلبلة الإعلامية والقضائية، منوهة إلى أنها لجأت هذه المرة إلى القضاء بعد تكرار فعلته. وتوقعت سير القضية في اتجاهها الصحيح، ومقاضاة دار النشر. وأكدت معصومة المقرقش أن المقالة التي نشرت باسمها «تندرج تحت مسمى استغلال الاسم، وسرقة الحقوق الفكرية»، مشددة على أن ما ورد في المقالة «استعراض وتطبيل، ولا علاقة له بالعمل الصحافي»، مؤكدة أن أخلاقياتها تستوجب عليها المحافظة على مسؤولية كلماتها، لافتة إلى أن قبولها بالكتاب «يعني أنني أفقد صدقيتي أمام نفسي وأمام مجتمعي، وهدفي من دخول الصحافة إبراز الجانب المشرق من تراث وطني وقضاياه، لا مدح الأشخاص، فالحدث كان صادماً، ولكنه حقيقة ومخزٍ بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ»، مضيفة أن الكتابة في مجتمعنا اليوم «باتت مهنة من لا مهنة له، وأنها تعد أداة جريمة عندما تستغل الأسماء، وعاراً على الكتّاب والمؤلفين». وشدّدت على أن مهنة الكاتب والصحافي تعد «رسالة أخلاقية وثقافية وعلمية وليست وسيلة للتكسب»، مطالبة الكتّاب والإعلاميين بمراقبة أقلامهم. وأثار الموضوع نقاشاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، في استهجان مثل هذا السلوك لدى مرضى الشهرة والحضور المجاني، واعتبر عدد من المتابعين أن ما حدث «ليس جديداً، فهناك من الكتّاب أو الباحثين عن الشهرة من يطلب من صحافيين أو مؤلفين تأليف كتب، ويقترح عليهم مواضيع معينة، ثم يضع عليها اسمه بعد أن يكافئهم». وقال الشاعر سعود الفرج إن استغلال الأسماء «ظاهرة يمارسها المفلسون ثقافياً»، مؤكداً أن أهم وسيلة «للحد من تفشي الظاهرة في وسطنا الثقافي، فضح صاحبها إعلامياً واجتماعياً حتى يصبح عبرة لغيره من المتسولين على الثقافة والأدب»، مطالباً من وجد اسمه من دون علمه على أي كتاب أو مقالة، «باللجوء إلى الجهات الرسمية لأخذ حقه»، وتردد أن هذه المؤرخ أصدر في وقت سابق ستة كتب عن نفسه، «ولكنه كان يستغل الشخصيات الثقافية في السعودية ودول الخليج وينسبها إلى أحدهم». من جهة أخرى، سعت «الحياة» مرارا للاتصال بالمؤرخ السعودي، لأخذ رأيه حول اتهامات الصحافية، إلا أن هاتفه كان مغلقا.