طرابلس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بانتصار الشعب الليبي، داعياً آخر معاقل قوات العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي إلى إلقاء السلاح، وذلك خلال زيارة لطرابلس في آخر محطة من جولته في بلدان «الربيع العربي». وقال اردوغان في كلمة أمام حشد من المواطنين الليبيين بالعاصمة طرابلس، إن الشعب الليبي بإطاحته بالقذافي اصبح قدوة للآخرين الساعين للتخلص من القمع. وأضاف وسط هتافات باسم تركيا: «أنتم من أظهرتم للعالم بأسره أن ما من ادارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته». وأضاف ان عصور الانظمة الاستبدادية والشمولية انتهت، مضيفاً «الآن سلطة الشعب هي القادمة وأهنئكم على كفاحكم». واوضح اردوغان بعد اداء صلاة الجمعة في ساحة الشهداء التي كانت سابقا الساحة الخضراء: «انا سعيد بان اكون شاهدا على النصر وقيام الديموقراطية في ليبيا». واشاد اردوغان خلال هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها منذ الاطاحة بنظام القذافي في 23 آب (اغسطس) «بذكرى الشهداء الليبيين الذين استشهدوا من اجل وطنهم ودينهم كما فعل عمر المختار»، الشخصية الليبية الرمز في مقاومة الاستعمار الايطالي والذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الثمانين لإعدامه شنقاً من جانب الجيش الايطالي. وقال اردوغان: «اتوجه الى سرت وبني وليد، عانقوا اشقاءكم وانضموا الى بقية الليبيين» في اشارة الى آخر معاقل القذافي التي لم يسيطر عليها الثوار بعد. وتابع موضحاً: «من هنا أنادي سرت... تعالوا... الآن... نحو 10 آلاف من اخوانكم واخواتكم يتضورون جوعاً وعطشاً انضموا لإخوانكم في طرابلس. إراقة الدماء لا». وأضاف اردوغان أن «توحيد الصفوف سيساعد على تنمية ليبيا ليجعل منها افضل بلدان المنطقة». وفي مؤتمر صحافي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، أكد اردوغان ان «ليبيا لكل الليبيين الذين سيقررون مستقبلها»، مشدداً على ان هذا البلد «لن يكون عراقاً (جديداً)». ووعد رئيس الوزراء التركي بمساعدة الليبيين على اعادة اعمار المدارس ومراكز الشرطة وبناء مستشفى ومقر البرلمان المقبل ودار للأيتام في مصراتة. وأضاف: «سنرسل غداً مساعدات إنسانية» الى سرت وبني وليد وسبها حيث يهاجم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي فلول نظام القذافي. وستستأنف شركة الطيران التركية قريباً رحلاتها الى طرابلس بعد استئناف الرحلات الى بنغازي في شرق البلاد. من ناحية أخرى، قال عبد الجليل: «نتطلع الى دولة ديموقراطية اسلامية تستلهم نموذجها من تركيا، إن الاسلام قادر على النهضة والتنمية». وكان مقرراً ان يتوجه اردوغان الى مصراتة التي كانت في طليعة المناطق المناهضة لنظام القذافي وتكبدت خسائر جسيمة. وكان في استقبال اردوغان في المطار عبد الجليل ورئيس وزرائه محمود جبريل، ثم تباحث مطولاً مع القادة الليبيين. ووصل اردوغان الى ليبيا آتيا من تونس التي انطلقت منها شرارة الانتفاضات العربية، وذلك بعد مرحلة اولى في مصر. واطاحت انتفاضات شعبية بنظام هذه الدول الثلاث منذ مطلع العام. ويحظى اردوغان الذي استقبل بحفاوة في مصر، بشعبية كبيرة في الدول العربية، خصوصاً لمواقفه من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وتاتي زيارته لليبيا غداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.