أكدت أوساط سياسية إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو سيكرّس حيزاً واسعاً من لقاءاته مع كبار المسؤولين في إيطاليا التي وصل إليها أمس، للشأن الايراني وعلاقات ايطاليا بإيران، وأنه سيحض الحكومة الايطالية على تقليص حجم التبادل التجاري مع طهران، علماً أنه الأكبر من نوعه بين دولة أوروبية وإيران، بينما سيكون الموضوع الفلسطيني وإمكان استئناف المفاوضات مع سورية في صلب محادثاته مع الرئيس نيكولا ساركوزي وأركان حكومته خلال زيارته للعاصمة الفرنسية اليوم وغداً. وعشية وصوله إلى العاصمة الايطالية ظهر أمس، اعتبر نتانياهو في حديث لصحيفة ايطالية ان التظاهرات الاحتجاجية في إيران «تنطوي على أهمية تاريخية من الدرجة الأولى، وتعبّر عن طموح الشعب الإيراني في إحداث تغيير». وأعرب عن تقديره بأن النظام في طهران «لن يكون قادراً على المدى البعيد على كبت رغبة الشعب الإيراني في الحرية». وتابع ان المشروع النووي الإيراني يعرّض السلام في جميع أنحاء العالم للخطر، ويجب معالجة الموضوع من خلال مجهود دولي تقوده الولاياتالمتحدة». وفي الشأن الفلسطيني، اعتبر نتانياهو ان المبادئ التي طرحها في خطابه الأخير لحل الصراع «تشكل صيغة ناجحة للتوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية». ساركوزي لعقد مؤتمر دولي ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الرئيس الفرنسي سيقترح على نتانياهو في لقائهما اليوم في باريس عقد مؤتمر دولي لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط خصوصا بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه يأمل في أن يحظى بموافقة إسرائيلية تمهد لموافقة أميركية على عقده. وتابع المصدر ان الرئيس الفرنسي يعتقد أن مؤتمرا كهذا سيخرج الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين من حال الجمود التي آلت إليه، وأن من شأنه أن يشكل وسيلة لدفع لقاء بين نتانياهو والرئيس محمود عباس، وهو لقاء يسعى إليه نتانياهو وسيطالب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني وساركوزي بممارسة ضغوط على عباس ليوافق على عقده واستئناف المفاوضات بين الجانبين. وبحسب المصدر الإسرائيلي أيضاً، فإن الرئيس الفرنسي طرح فكرة عقد المؤتمر في اتصالاته مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة قبل أقل من ثلاثة أشهر، لكن الولاياتالمتحدة لم تتحمس للفكرة، بل ترى وجوب حصول تقدم ملموس على الأرض في ما يتعلق بتجميد الاستيطان، يسبق مؤتمر سلام. إلى ذلك، أفادت الصحيفة أن محادثات نتانياهو في باريس ستتناول أيضاً العملية السياسية بين إسرائيل وسورية في ظل أنباء عن رغبة إسرائيل في وساطة فرنسية تحل محل الوساطة التركية. وتشمل جولة نتانياهو الاوروبية لقاءه مع الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لمتابعة الاتصالات في شأن تجميد البناء في المستوطنات من عدمه. وأعربت أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية عن أملها في أن يتوصل الأخير إلى تفاهمات تقضي بمواصلة البناء في المشاريع التي أقرتها الحكومة السابقة، وتشمل بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة، لكنها أعربت في الوقت نفسه عن تخوّفها من أن يطالب ساركوزي نتانياهو بتجميد الاستيطان، بما في ذلك أعمال البناء الجارية في الأحياء الاستيطانية في القدسالشرقية. عرض أولمرت الأخير:تدويل «الحوض المقدس» في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت لمجلة «نيوزويك» الأميركية أمس إنه عرض في أيلول (سبتمبر) الماضي على الرئيس محمود عباس أن تكون المنطقة المعروفة ب «الحوض المقدس» في القدس غير خاضعة لأي سيادة بل تديرها لجنة مشتركة من المملكة العربية السعودية والأردن والولاياتالمتحدة وإسرائيل والفلسطينيين. ويعني اقتراح اولمرت الذي طرحه بعد أن أعلن استقالته من منصبه وتحرّر من قيود شركائه في الائتلاف الحكومي الذين هددوا بحله إذا ما فاوض اولمرت الفلسطينيين على القدس، تراجعاً عن الموقف الإسرائيلي الرسمي ببقاء احتلال الدولة العبرية للبلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى المبارك (جبل الهيكل) وجبل الزيتون. وتابع اولمرت أنه اقترح على عباس انسحاب إسرائيل من 93 الى 93.5 في المئة من أراضي الضفة الغربية، على أن يتم تعويض الفلسطينيين بأراض تعادل المساحة المتبقية التي لن تنسحب منها إسرائيل (المقامة عليها الكتل الاستيطانية) وتسمح بعبور مباشر بين الضفة الغربية وقطاع غزة. أما في قضية اللاجئين الفلسطينيين، فقال اولمرت إنه رفض مطلب الفلسطينيين بتطبيق حق العودة، لكنه عرض في المقابل «لفتة إنسانية» تقبل إسرائيل بموجبها عودة عدد محدود من اللاجئين. وأكد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات للمجلة الأميركية ما جاء في أقوال أولمرت، وقال إن الفلسطينيين شرعوا في درس الاقتراح وتقديم اقتراح مقابل، لكن لم يكن هناك وقت كاف، إذ شنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، ثم غادر أولمرت منصبه.