جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد حينها) إلى أميركا ومقابلته الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الابن في مزرعته في تكساس لتشعرنا بالاطمئنان أكثر، فهو لا بد أن يبحث مع الرئيس الأميركي مسألة أمن المواطنين السعوديين هنا، وحظيت هذه الزيارة بتغطية إعلامية كبيرة، خصوصاً أنها الأولى لمسؤول سعودي بعد أحداث سبتمبر، وما أعقبها من أخذ ورد حول موقف السعودية من هذه الهجمات. واستمرت الأمور شبه هادئة لا يعكرها إلا خبر القبض على شخص هنا وآخر هناك ممن يشتبه في تورطهم في دعم الإرهاب ومساندته، كما تعرض بعض الزملاء الذين عادوا في إجازة الصيف ذلك العام إلى تأخير حصولهم على «التأشيرة» مرة أخرى لمواصلة دراستهم نتيجة لإعادة ترتيب إجراءاتها. وصدر بعدها قرار ضرورة التسجيل لدى إدارات الهجرة في المدن المختلفة، وعينت السفارة السعودية محامين لمرافقة الطلبة عند التسجيل ومراجعة أوراقهم قبل الذهاب إلى التسجيل كما تكفلت بدفع مبلغ الكفالة عن أي طالب لأن من دخل ووجد لديه أية نقص أو مخالفة فلن يخرج إلا بدفع كفالة مالية، وسارت أمور التسجيل طبيعية إلا أن تشابه أسماء العائلات أوقع بعض الزملاء في مشكلة. أذكر أن أحد الزملاء تم القبض عليه لأن اسمه الرباعي وتاريخ ميلاده كان مطابقاً لأحد المطلوبين، وأفهمهم بأن تاريخ الميلاد للسعوديين الذين لا يملكون شهادات ميلاد يوضع افتراضاً في منتصف السنة الهجرية 1/7، وعندما يتم تحويله للميلادي فسيكون مطابقاً، وكأن معظم السعوديين ولدوا في يوم واحد، أما الأسماء فالقبيلة الواحدة يحمل اسمها أكثر من عشرة أو عشرين ألف شخص، ولاحظوا بعض الفوارق بينه وبين الشخص المطلوب فأطلق سراحه، كما تم التشديد على وجوب تسجيل الحد الأدنى من الساعات لكل فصل دراسي. وعانيت شخصياً من تشابه الأسماء، إذ أوقفت لشهرين في مطار دنفر عندما كنت في رحلة داخلية إلى كاليفورنيا، ولم تطل مدة الإيقاف بعد أن عادوا للملفات ووجدوا فارقاً في العمر ورقم الجواز بيني وبين الشخص المطلوب، إذ التشابه في الاسمين الأول والأخير فقط. واستمرت الأمور هادئة حتى تخرجت وعدت للوطن في 2004.