تشهد المنطقة حركة ديبلوماسية مكثّفة في محاولة لاحتواء التداعيات المحتملة للتوجه الفلسطيني الى الأممالمتحدة، اذ استقبل الرئيس محمود عباس أمس المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير بعد يومين من استقباله وزيرة خارجة الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي تزور اسرائيل حالياً. وقال مسؤولون فلسطينيون إن المبعوثيْن الاميركيين دنيس روس وديفيد هيل سيعودان الى رام الله اليوم للقاء الرئيس عباس مجدداً. وكان روس وهيل قدما الى رام الله الاسبوع الماضي حيث التقيا عباس. ووفق مسؤولين فلسطينيين، فإن المبعوثين حملا في اللقاء السابق تحذيرات من نتائج التوجه الى الأممالمتحدة، ومنها احتمالات قيام الكونغرس بوقف المساعدات المالية للسلطة التي تصل الى أكثر من 470 مليون دولار سنوياً. كما حاول كل من بلير وآشتون التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى المفاوضات، لكن رفض اسرائيل وقف الاستيطان وإصرارها على اعتراف الفلسطينيين بيهوديتها، أديا الى إخفاق المهمة. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس عباس منفتح على اية اقتراحات جدية في شأن التوجه الى الأممالمتحدة والعودة الى المفاوضات. ومن بين الاقتراحات التي تلقاها، التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بفلسطين دولة مراقبة بدلاً من التوجه الى مجلس الامن للمطالبة بالاعتراف بفلسطين دولة كامل العضوية. وقال مسؤول رفيع ل «الحياة» إن القرار النهائي مرتبط بقوة مشروع القرار المقدم الى الجمعية العامة، مشيراً الى إصرار الجانب الفلسطيني على أن ينص مشروع القرار على تحديد أراضي الدولة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. ويواجه الفلسطينيون معضلتين في التوجه الى مجلس الامن لطلب العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، الأمر الذي ربما يجعلهم يقبلون اقتراحات غربية بالتوجه الى الجمعية العامة في حال لقوا دعماً كبيراً. وتتمثل المعضلة الاولى في قرار الإدارة الأميركية استخدام حق النقض (الفيتو) لاحباط مشروع القرار. أما المعضلة الثانية فتتمثل في عدم وجود دعم كاف في مجلس الامن لتمرير مشروع القرار، الامر الذي يجعل الادارة الأميركية في غير حاجة لاستخدام «الفيتو» لاحباط المشروع. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الفشل في تمرير القرار في مجلس الأمن بالتصويت سيلقي ظلالاً ثقيلة على التصويت في الجمعية العامة لأن الاخفاق بسبب «الفيتو» الاميركي يخلق تعاطفاً دولياً مع الفلسطينيين. أما الاخفاق في الحصول على غالبية ثلثي الاصوات لربما يؤثر على تصويت دول أخرى في الجمعية العامة. ويتطلب تمرير مشروع القرار في مجلس الامن التوصيت بغالبية الثلثين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن العمل جار لاقناع دولتين إفريقيتين بالتصويت لمصلحة مشروع القرار هما الغابون ونيجيريا لتحقيق ثلثي الاصوات. ويرجح مراقبون أن يعدل الجانب الفلسطيني عن قراره التوجه الى مجلس الامن لطلب العضوية الكاملة في حال عدم تحقيق النصاب الكافي لتمرير مشروع القرار بالتصويت في مجلس الأمن.