قالت مصادر فرنسية مطلعة على المفاوضات الأوروبية مع السلطة الفلسطينية في شأن طلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة، إن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه سيلتقي غداً في نيويورك الرئيس محمود عباس ليسأله إن كان خيار التوجه الى الجمعية العمومية بدلاً من مجلس الأمن، ما زال خياراً مفتوحاً، مشيرة الى أنه سيبلغه استعداد فرنسا ودول أخرى للتصويت من أجل دولة على نسق الفاتيكان في حال اعتماد السلطة خيار الجمعية العمومية. واعتبرت مصادر فرنسية مختلفة في العاصمة الفرنسية أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لم تنقل الموقف الأوروبي كما هو بالكامل الى الجانب الفلسطيني قبل إعلان عباس قراره التوجه الى مجلس الأمن لأنها خضعت لضغوط المبعوثيْن الأميركيين ديفيد هيل ودنيس روس ومبعوث اللجنة الرباعية توني بلير. وأضافت أن ثمة إحباطاً لدى عدد من الأوساط في باريس في شأن نهج تفاوض آشتون وعدم عودتها الى بعض المسؤولين في فرنسا أو غيرها من الدول المؤيدة لدولة فلسطينية بنظام الفاتيكان. وكشفت هذه المصادر ل «الحياة» خلفيات المفاوضات بين آشتون والفلسطينيين، والتي حملت عباس على الاستياء والتوجه الى مجلس الأمن، وقالت إن الفلسطينيين والعرب أدركوا في مرحلة معينة أن التوجه الى مجلس الأمن خيار سيء إذ لن يحصلوا على الاعتراف بدولة، وأن التوجه الى الجمعية العمومية كان الأفضل، إذ على رغم أنهم لن يحصلوا على دولة كاملة العضوية بل على دولة مراقبة مثل الفاتيكان، إلا أنهم كانوا متأكدين من الحصول على غالبية مريحة لهذا الطرح في الجمعية العمومية. وأضافت إن المحادثات كانت تسير في شكل جيد بين آشتون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لإجراء تعديلات صغيرة في النص الذي سيطرح في الجمعية العمومية بما يتيح حصول الجانب الفلسطيني على أصوات عدد من الأوروبيين وليس الدول ال 27، مع استثناء ألمانيا وهولندا وتشيخيا، وموافقة فرنسا وبريطانيا وإسبانيا واليونان وإرلندا وإيطاليا وعدد من دول أميركا اللاتينية واليابان. وتابعت إن الجانب الإسرائيلي لمس خطورة هذا الاحتمال، خصوصاً إمكان أن يطلب الجانب الفلسطيني، في حال أصبح دولة مثل الفاتيكان، من المحكمة الجنائية الدولية النظر في قضايا مرتبطة بسياسة إسرائيل، فبدأ بعض الدول الأوروبية بالبحث عن حلول للمسألة، ولو أن ذلك صعب لدول تدافع عن المحكمة الجنائية الدولية. وأشارت المصادر الى أنه عندما لمس الجانبان الإسرائيلي والأميركي تقدماً في المفاوضات الأوروبية - الفلسطينية - العربية، أسرعا بإرسال روس وهيل اللذين اعتمدا كلاماً شديد اللهجة ومهدداً، خصوصاً الضغط بشدة على آشتون كي تغيّر كلامها وموقفها بقولها إن قراراً من الجمعية العمومية غير مفيد ولا يخدم أي مصلحة، مضيفة أنه في مجلس الأمن هناك احتمال استخدام «فيتو»، وأن من الأفضل التركيز على بيان يخرج من «الرباعية» ويسمح بإطلاق المفاوضات. وتابعت المصادر أنه عندما رأى الجانب الفلسطيني نفسه أمام تخلي حتى الأوروبيين عن تأييده في الجمعية العمومية، فضل التوجه الى مجلس الأمن كمخرج مشرف. إلا أن المصادر أشارت الى أن خطورة هذا الخيار هي أن لا يحصل عباس على 14 صوتاً مؤيداً في مقابل «الفيتو» الأميركي، بل أن يحصل على نتيجة سيئة مع 9 أو 10 أصوات مؤيدة وامتناع 4 و«الفيتو».