أعلن وزير الشؤون الخارجية الدكتور رياض المالكي أمس أن الرئيس محمود عباس سيقدم طلب عضوية فلسطين إلى الأممالمتحدة في نهاية خطابه أمام الجمعية العامة ظهر الجمعة الموافق 23 الشهر الجاري. وقال المالكي في إيجاز للصحافيين في رام الله إن جهات كثيرة تجري اتصالات مع الجانب الفلسطيني لثنيه عن التوجه إلى الأممالمتحدة، وإن الرئيس عباس منفتح على الاقتراحات التي تقدم، لكن في حال عدم ورود اقتراحات جدية، فإنه سيقدم طلب العضوية إلى المنظمة الدولية في نهاية خطابه عند الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت نيويورك الجمعة المقبل. ورجح ألا تسفر هذه الاتصالات عن ثني الفلسطينيين عن التوجه إلى المنظمة الدولية. وعرض المبعوثان الأميركيان دنيس روس وديفيد هيل أمس على الجانب الفلسطيني اقتراح حل وسط يقوم على اعتماد خطاب الرئيس باراك أوباما الموجه للشرق الأوسط في 19 أيار (مايو) الماضي أساساً للمفاوضات بين الجانبين. وكان أوباما دعا في خطابه إلى إيجاد حل يقوم على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مع تبادل أراض متفق عليه بين الطرفين. لكن في خطاب لاحق له أمام اللوبي اليهودي، دعا أوباما إلى أخذ التغيرات الديموغرافية بالاعتبار في أي حل سياسي مقبل، مشيراً في ذلك إلى المستوطنات في الضفة وعددها 120 مستوطنة. في المقابل، يصر الجانب الفلسطيني حتى اللحظة على تقديم طلب للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. لكن التقديرات تشير إلى إمكان التحول عن هذا إلى التقدم بطلب لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقبة بسبب عدم وجود دعم كافٍ للطلب الفلسطيني الأول في مجلس الأمن حتى اللحظة، ولإصرار أميركا على إفشاله باستخدام حق النقض «الفيتو». والتقى الرئيس الفلسطيني في الأيام الأخيرة كلاً من المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إضافة إلى المبعوثين روس وهيل. وقال المالكي إن بلير عرض على عباس اقتراحاً سابقاً قدم للجنة الرباعية ورفض في حينه من الكثير من أطراف اللجنة مثل روسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. وأبلغت آشتون الرئيس عباس أن الاتحاد الأوروبي يؤيد رفع مكانة فلسطين إلى «دولة مراقبة»، لكن في الوقت نفسه، يطالب بأن توجه اللجنة الرباعية الدولية دعوة إلى الجانبين للعودة إلى المفاوضات على أساس تلبية مطالب كليهما. في هذه الاثناء، زينت الشوارع في أنحاء الضفة تحضيراً لتظاهرات «سلمية» تواكب المسعى «التاريخي» في الأممالمتحدة، ودعت القيادة «إلى تعبئة كبيرة في فلسطين وفي مخيمات اللاجئين وفي العالم العربي وكل دولة العالم».