كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب – هاجم خمسة مقاتلين انتحاريين على الاقل ينتمون الى حركة «طالبان» وسط العاصمة الافغانية كابول أمس، وسيطروا على مبنى متعدد الطوابق قيد الانشاء قرب حي وزير أكبر خان الديبلوماسي، مطلقين صواريخ على السفارات والمجمعات التابعة للحلف الاطلسي (ناتو)، ما اسفر عن مقتل شرطي وجرح 16 شرطياً ومدنياً على الاقل. وترددت أصوات انفجارات وإطلاق نار في كابول، وسقط صاروخان على الاقل في الحي الديبلوماسي المحصن، حيث مقر السفارتين الأميركية والبريطانية وسفارات أخرى. وكشف مصدر أمني ان صاروخاً استهدف باصاً مدرسياً، لكنه كان خاوياً لدى قصفه، وأشار الى ان مروحيتين تابعتين للحلف الاطلسي حلقتا فوق المبنى الذي سيطر عليه المقاتلون في ميدان عبد الحق. وأعلن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان»، ان «المهاجمين المزودين قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف وسترات ناسفة استهدفوا بالدرجة الأولى مبنى الاستخبارات وإحدى الوزارات، إضافة الى مقر السفارة الأميركية ومقر قوات الحلف الاطلسي». وقال مسؤولون في السفارة الأميركية إن «أفراد البعثة اختبأوا في ملجأ، وأن اياً منهم لم يصب بأذى»، فيما أكد السفير البريطاني السير وليام باتي، أن مكان كل العاملين في السفارة البريطانية معروف. واعتُبر هذا الهجوم الثاني الكبير الذي تشنه «طالبان» في العاصمة خلال أقل من شهر، بعدما استهدف انتحاريون مقر المجلس الثقافي البريطاني في منتصف آب (أغسطس) الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة اشخاص خلال معركة استمرت ساعات، وتزامنت مع الذكرى ال92 لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني. وفي نهاية حزيران (يونيو)، هاجم مقاتلون فندقاً في العاصمة يتردد عليه أجانب، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الاقل. على صعيد آخر، اتهم الجيش الأميركي «شبكة حقاني» التابعة ل «طالبان» بالوقوف خلف اعتداء نُفذ عبر تفجير شاحنة مفخخة السبت الماضي أمام قاعدة للحلف الاطلسي في منطقة سيد آباد بولاية ورداك (شرق)، ما أسفر عن اكثر من مئة جريح بينهم 77 جندياً اجنبياً. وقال جورج ليتل الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «نعتقد بأن منفذي الاعتداء انتموا الى شبكة حقاني، وثمة احتمال كبير بأن مسؤولين كبار في الشبكة دعموا الاعتداء وعلموا به»، علماً ان «طالبان» تبنت هذا الهجوم. وصرح ناطق آخر باسم «البنتاغون» الكابتن جون كيربي: «حملت الشاحنة كمية كبيرة من المتفجرات. لا يمكن شن اعتداءات مماثلة من دون موارد جيدة وخطة محكمة ومستوى تنسيق جيد». وعموماً، زادت «طالبان» ضغطها العسكري على القوات الأجنبية والقوات الحكومية في أفغانستان بعدما تسلمت الأخيرة مقاليد الأمن في 13 ولاية أفغانية، تمهيداً لانسحاب القوات الأجنبية بالكامل من افغانستان بحلول نهاية 2014. وتشكل الضربات الأخيرة ل «طالبان» صفعة في وجه الحكومة الأفغانية، على رغم اعلان مجلس المصالحة الوطني التابع للحكومة انه «لمس مرونة لدى طالبان للمشاركة في حوار سلام مع الحكومة الأفغانية». ولم يستبعد الناطق باسم المجلس انتداب «طالبان» وفداً لمحاورة كابول، لكن «طالبان» نفت أي احتمال للحوار مع حكومة الرئيس حميد كارزاي، داعية إلى خروج غير مشروط للقوات الأجنبية، وعدم السماح بإنشاء قواعد لقوات أجنبية على الأراضي الأفغانية.