دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب - قٌتلت امرأة برصاص الأمن خلال عملية مداهمة شرق سورية، وتوفي مدني أمس متاثراً بجروح اصيب بها عندما أطلق رجال الامن النار أول من أمس في ريف دمشق على مشيعين شاركوا في جنازة شاب قُتل تحت التعذيب، كما تعرض الناشط الستيني البارز نجاتي طيارة للضرب المبرح اثناء التحقيق معه في سجن حمص. وخرجت تظاهرات في عدد من المدن السورية أمس، للمطالبة بإسقاط النظام وبحماية دولية للمدنيين ضد حملة القمع التي أسفرت عن مقتل أكثر من 2300 شخص، بحسب الأممالمتحدة. وخرجت كبرى التظاهرت أمس في مدينة بنش في ريف ادلب، حيث ردد آلاف المتظاهرين هتافات ضد الأسد والجيش، وأخرى تضامنا مع حمص وحماة،اللتين تتعرضان لحملة أمنية واسعة منذ أسابيع. ورفع متظاهرون في حمص لافتات تندد بموقف الجامعة العربية من الأزمة وأخرى تطالب بإعدام الرئيس بشار الأسد، فيما دان متظاهرون في حماة موقف الإعلام الرسمي «المضلل». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نقلاً عن ناشط في مدينة دير الزور، أن امرأة (40 عاماً) قتلت ظهر أمس «إثر اصابتها برصاص طائش أطلقه رجال الأمن خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الامنية في مدينة البوكمال» التي تقع على الحدود العراقية (شرق). وأفاد أن «شاباً (17 عاماً) توفي متاثراً بجروح أصيب بها السبت إثر اطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر في داريا» الواقعة في ريف دمشق. وقُتل الناشط السوري غياث مطر، الذي اعتقل الأسبوع الماضي، إثر تعرضه للتعذيب في المعتقل، وفق ما نقلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن ناشطين. كما نقل المرصد ان «الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل أحد سجون حمص»، مشيراً إلى أنه «في وضع صحي سيء جداً». وذكر المرصد أن طيارة (66 عاماً) «اعتقل في مدينة حمص يوم 12 ايار (مايو) الماضي إثر تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام وأحيل على القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة، إلى أن أخلي سبيله في 31 آب (أغسطس) الماضي ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية». وحمّل المرصد السلطات السورية «مسؤولية أي مخاطر تهدد حياة الناشط نجاتي طيارة»، كما دان «في شدة استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين وناشطي المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين رغم رفع حالة الطوارئ». وكرر المرصد مطالبته السلطات السورية «بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي والضمير كافة في السجون والمعتقلات السورية احتراماً لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أكثر من سبعين ألف شخص في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات التي انطلقت منتصف آذار/ مارس، ولا يزال نحو 15 ألف منهم قيد الاعتقال». من جهة اخرى، جددت وزارة الداخلية السورية تأكيد منع دخول الدراجات النارية إلى مراكز المدن «نظراً إلى استخدامها من قبل مخربين في أعمال التخريب وإشاعة الفوضى». وقالت الوزارة في بيان أمس: «نظراً إلى استخدام الدراجات الآلية من قبل المخربين في أعمال التخريب وإشاعة الفوضى واستخدامها كوسيلة لإطلاق النار على عناصر الجيش والأمن والمواطنين، أكدت وزارة الداخلية على قيادات الشرطة منع دخول الدراجات الآلية بأنواعها كافة إلى مراكز مدن المحافظات والتجوال فيها وحجز كل دراجة مخالفة وتوقيف صاحبها ضمن الأنظمة والقوانين». وأضافت: «أما في الأرياف فسمحت الوزارة بالتجوال للدراجات الآلية النظامية فقط على أن يتم حجز أي دراجة غير نظامية وتوقيف صاحبها ضمن الأنظمة والقوانين». إلى ذلك، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان «عناصر الجمارك ضبطت في الدبوسية التابعة لجمارك حمص وسط البلاد، ثمانية كيلوغرامات ذهب هي عبارة عن سبائك ذات منشأ سويسري أثناء محاولة تهريبها إلى داخل سورية». وأوضحت أن «كمية الذهب المصادرة كانت داخلة من لبنان الى القطر بسيارة جيب توسان وموضوعة ضمن مخبأ سري تحت علبة السرعة وتمت تغطيتها بجانب المحرك ببعض كروزات الدخان المعسل»، مشيرة إلى أن «قيمة المصادرات تبلغ نحو نصف مليون دولار وغرامتها نحو اربعة ملايين دولار اميركي».