أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مع بدء احياء الولاياتالمتحدة مراسم الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 والتي تصادف اليوم، ان تنظيم «القاعدة» الذي قتِل زعيمه اسامة بن لادن في ايار (مايو) الماضي «على طريق الهزيمة». واعتبر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي اتخذ قرار ارسال قوات بريطانية الى افغانستان والعراق، ان الارهاب الدولي «تلقى ضربات قوية، لكن المعركة لم تنتهِ لأنها لا تقتصر على تصفية بن لادن، كما ان التعصب الاسلامي لا يزال قوياً ومتجذراً في انحاء العالم، ويتطلب جيلاً كاملاً للتغلب على هذه الأيديولوجيا». اما حركة «طالبان» فنددت باستخدام الاستعمار الأميركي اعتداءات 11 ايلول «ذريعة لسفك دماء آلاف من الأفغان الأبرياء والفقراء». وشهدت الولايات الأميركية تجمعات عكست التضامن الحزبي في هذه المناسبة، ومسيرات حاشدة لرفع الأعلام واضاءة الشموع لأرواح الضحايا، بينما يتوج اوباما المراسم اليوم بتدشينه «الساحة صفر» الخاصة بذكرى اعتداءات نيويورك، والتي تضم باحة أشجار الى جانب ألأبراج الجديدة التي لا يزال العمل جارياً لاستكمال بنائها. وذكّر اوباما في خطاب وجهّه الى الأميركيين، بالمنعطف الذي رسمته ادارته عبر قتلها بن لادن وقادة بارزين ل «القاعدة» في باكستان واليمن، مؤكداً ان «العدالة تحققت»، وأن الولاياتالمتحدة «لن تنحني امام الخطر». وشدد على ان «اميركا اليوم قوية والقاعدة على طريق الهزيمة»، داعياً مواطنيه الى «النظر الى مستقبل سنبنيه معاً ويتطلب ان نظل اقوياء ثابتين في وجه اي تهديد»، في حين اصدرت وزارة الأمن الداخلي بياناً اوصى الأميركيين ب «التيقظ والابلاغ عن أي تحرك مشبوه خلال الذكرى اليوم». ولاحظ الرئيس الأميركي أنه «بعد عشر سنين على 11 ايلول، يرى العالم ان الارهابيين الذين هاجمونا ذلك الصباح لا وزن لهم امام ميزات شعبنا، وقدرة امتنا على التعافي. يريدون ترهيبنا، لكننا نرفض العيش بالخوف، ونحن يقظون ازاء أي محاولة لضربنا مجدداً، ونبذل كل ما في امكاننا لحماية شعبنا». واللافت ان مصدراً في الاستخبارات الفرنسية كشف أمس، العثور خلال عملية تصفية بن لادن على وثائق تهدد فرنسا، موضحاً انها «نيات وتعليقات اكثر من تعليمات وفتاوى، وهي غير مترابطة وتحتاج الى تحليل لتفاصيلها». وفي تشيخيا، اعلن جهاز الاستخبارات العسكرية انه زوّد العام الماضي حلفاءه معلومات «ملائمة» عن تنقلات «ارهابيين بارزين» ومكان اقامتهم، «ما ساهم في قتل بن لادن» على ايدي قوات اميركية في باكستان. وفي خطاب وجهه الى اسقف نيويورك، تيموثي دولان، دان البابا بينيديكتوس السادس عشر «العنف باسم الدين»، لكنه لفت الى ان «العالم لم يعالج الظلم الذي يمكن ان يثير العنف بعد عشر سنين على اعتداءات 11 ايلول». واضاف: «نكرر أن لا ظروف تبرر الأعمال الارهابية»، مذكراً بأن «مأساة ذلك اليوم الوحشي ل 11 ايلول صاحبها زعم مرتكبيها أنهم يتصرفون باسم الدين». في كابول، اعلنت حركة «طالبان» في بيان ان الأفغان يتعرضون منذ عشر سنين لنيران الأسلحة الأميركية من دون ان يضطلعوا بأي دور في اعتداءات 11 ايلول، معتبرة ان «الاستعمار الأميركي استخدم الاعتداءات ذريعة لسفك دماء آلاف من الأفغان الأبرياء والفقراء». وتابعت «طالبان» التي اطاح الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية عام 2001 نظامها في كابول، بعدما رفضت تسليم بن لادن: «قتل الأميركيون وحلفاؤهم عشرات الآلاف من المسلمين بحجة هذا الحدث الغامض، ودمروا قرى وبساتين ومزارع ومناطق، بذريعة الحرب غير المبررة على الارهاب». وتؤكد الحركة انها طالبت بتحقيق «نزيه» في 11 ايلول، «لكن الولاياتالمتحدة واعضاء الحلف الأطلسي (ناتو) ردوا بالصواريخ والأسلحة المسممة».