ضبط أوقات النوم يعتبر المعاناة الأساسية للأسر في أول أيام الدراسة، رغم اتخاذ تدابير لذلك، من قبيل إيقاظهم قبل الدراسة بيومين باكراً، أو إعطائهم بعض الأدوية، التي تساعد على النوم، أو التدرج فيه خلال الأسبوع الأخير من الإجازة. وعلى حد تعبير يوسف محيميد «سياسة المنع هي المتبعة في المنزل منذ منتصف الأسبوع»، مشيراً إلى أن فترة مشاهدة التلفزيون تنتهي عند الساعة الحادية عشرة مساءً، ويمنع استخدام الكمبيوتر بعد هذه الساعة أيضاً، لنتمكن من ضبط أوقات النوم»، مضيفاً «إلا أن أبنائي دائما يشكون من عدم مقدرتهم على النوم، حتى استسلمنا لذلك، ولا يوجد لدينا خيار سوى انتظار اليوم الأول من المدرسة للاستيقاظ منذ ساعات الصباح، والذهاب إلى النوم باكراً». ويلجأ بعض الآباء إلى الخروج في رحلات صباحية، والعودة مساءً، وهي إحدى الطرق التي تتبعها أسرة علي المحسن، مؤكداً أن «هذه الطريقة لها فاعليتها، فبعد يوم من المرح واللعب، لابد أن نعود من رحلتنا مجهدين، فنلجأ جميعا إلى النوم، والاستيقاظ باكراً، إلا إننا نجد معاناة في إيقاظ الأطفال». وقال: «كان يوم أمس هو اليوم الحاسم الذي تعتزم فيه معظم الأسر في الاستيقاظ باكراً، لشراء بقية مستلزمات المدرسة واستغللته لإيقاظهم باكراً». وقالت وفاء علي «على الرغم من إلزام الأبناء بالنوم الساعة الثانية عشرة مساء، إلا أن معاناة إيقاظهم في اليوم الذي يسبق اليوم الدراسي، لابد أن يكون يوماً حافلاً، سواء بالتسوق، أو الخروج إلى المجمعات التجارية للترفيه»، مؤكدة «بعض الأسر تقدم لأبنائها الأدوية الخاصة بالزكام والسعال، لأنها تسبب النعاس، وبالفعل يؤكدون أنها فعالة، فيما يستخدمها الكبار أيضاً للغرض ذاته». وبدوره، أكد اختصاصي طب الأسرة الدكتور علي الجشي أن «الأسر التي تتبع طريقة تفعيل الآثار الجانبية للأدوية، لا تعلم إنها تعرض أبناءها لخطر كبير، ولها آثار جانبية كثيرة، فالمادة الفاعلة التي تسبب النعاس، تسمى طبياً مضاد للهستامين، والبعض يقدم لأبنائه الدواء دون الاعتماد على الجرعة الطبية المحددة حسب المرحلة العمرية، ومدى حاجة الجسم للمادة الدوائية المخصصة لها طبياً، والآثار تعتمد على الجرعة المعطاة، ومدى قابلية واستعداد الجسم لها، والتي تختلف من شخص لآخر»، مضيفاً «من أهم آثار هذه الأدوية، النعاس، لذا من الأساس لا يحتاجون للمادة الفعالة للدواء، التي بطبيعة الحال لها آثار جانبية أخرى، منها جفاف في كل إفرازات الجسم الطبيعية، يؤدي إلى خلل في الجسم، فتجف الدموع، واللعاب، وعلينا أن نعلم أن تلك الأدوية تعمل على الجهاز العصبي في الأساس، وبعض الأحيان تظهر بعض الآثار، ولا يعلم أن سببها تعاطي تلك الأدوية»، مؤكداً على أن «من الأخطاء الشائعة أيضاً ان البعض يقدمها لأطفال أقل من سبع سنوات، وأحياناً يعطيها بجرعات قد تكون خطرة على الطفل، ما يؤدي إلى أضرار في الجهاز العصبي، وهي تحديداً أدوية السعال، التي كشفت بعض الدراسات انها قد تؤدي إلى الوفاة».