واشنطن، كانبيرا – رويترز، أ ف ب – عشية الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي أسفرت عن مقتل حوالى 3 آلاف شخص في الولاياتالمتحدة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته لإبرام معاهدة دولية لمكافحة الإرهاب التي أحبطت وسط خلافات بين الدول الأعضاء حول تعريف الإرهاب. وقال بان خلال زيارة لأستراليا: «نتطلع الى معاهدة شاملة تتعامل مع الإرهاب الدولي كله»، علماً أن أكثر من 13 معاهدة منفصلة للأمم المتحدة تغطي الإرهاب وتمويل الإرهاب وعمليات الخطف وأسلحة الدمار الشامل، لكن المنظمة الدولية تريد معاهدة دولية توحد بين كل مجالات مكافحة الإرهاب وتعطي دفعة جديدة لمكافحة أخطاره. وتعتبر الهند من أشد المؤيدين للمعاهدة الدولية، لكن الخلافات في الشرق الأوسط حول المنظمات التي يمكن أن تدمغ بالإرهاب وتلك التي تقاوم الاحتلال أعاقت التوصل الى اتفاق. وبدلاً من ذلك شكلت الأممالمتحدة عام 2001 لجنة لمكافحة الإرهاب تضم أعضاء مجلس الأمن للإشراف على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وفي عام 2005، صادق مجلس الأمن على قرار يحض الدول الأعضاء على عدم توفير ملاذات آمنة لمن يخطط لأعمال إرهابية. وصرح بان أيضاً بأن تفجير مقر الأممالمتحدة في نيجيريا الشهر الماضي الذي أدى الى مقتل 23 شخصاً وجرح 80 آخرين، «يثبت استمرار الأخطار على رغم الجهود الدولية المبذولة»، مؤكداً أن «الإرهاب غير مبرر في أي ظرف». وأمس، نشرت السلطات في نيويورك مزيداً من الشرطيين بينهم عناصر مدججون بسلاح بعد تحذير رسمي من تهديد «جدّي لكن غير مؤكد» باحتمال تفجير سيارات مفخخة «يستهدف نيويورك أو العاصمة خلال ذكرى الاعتداءات. وكشف مسؤولون وجود معلومات محددة كافية وذات صدقية لوجود خطر أمني، و «أولويتنا الحذر من سيارات مفخخة». وهذا الأسبوع، رفعت القواعد العسكرية الأميركية مستوى تأهبها، فيما حذر مسؤولون أميركيون من أعمال انتقامية لمقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على يد وحدة كوماندوس أميركية في باكستان في أيار (مايو) 2011، علماً أن السلطات الأميركية أعلنت ضبط وثائق وملفات إلكترونية من منزل بن لادن أظهرت أنه كان يعد لضربات تتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة للاعتداءات. وسيحضر الرئيس باراك أوباما وسلفه جورج بوش الى جانب حشود كبيرة مراسم خاصة بالذكرى في نيويورك. على صعيد آخر، أكد عمال إنقاذ واكبوا عمليات الإغاثة خلال أحداث 11 أيلول في نيويورك تخلي وطنهم عنهم، ويواجهون بمفردهم مرض السرطان ونفقاته الطبية الباهظة، علماً أن الإدارة الأميركية دحضت في تقرير أصدرته في تموز (يوليو) الماضي، «أي علاقة سببية بين التعرض لهذا الغبار وإصابات السرطان المختلفة لدى رجال الإطفاء والشرطة في نيويورك، نظراً لعدم توافر أدلة علمية مناسبة»، ورفضت بالتالي تحمل تكاليف علاجات هذه الأمراض السرطانية، ما أغضب عمال الإنقاذ الذين استندوا الى دراسة نشرت الشهر الماضي عن زيادة حالات السرطان بنسبة 10 في المئة لديهم مقارنة بباقي الشعب الأميركي. ويقول جيف سترويهلاين، الشرطي البالغ من العمر 47 سنة والذي أصيب بسرطان في الدماغ بعدما عمل في موقع «غراوند زيرو» بنيويورك إن «المسألة تعود إلى عشر سنوات فقط، فكيف يمكن أن يكرم المسعفون الذين عملوا خلال أحداث 11 أيلول أعظم تكريم، ثم يجري تجاهلهم»؟ وتؤكد مؤسسة «فيل غود فاونديشن» التي تعنى بشؤون عمال الإنقاذ، أن بين 40 ألف شخص عملوا في موقع الأحداث قضى 1020 نتيجة أمراض مرتبطة بالغبار السام.