دمشق - أ ف ب - قتل فتى اثر اطلاق نار من حاجز للجيش في محافظة ادلب فيما خرجت مظاهرات في عدة مدن سورية للمطالبة بالحماية الدولية لمواجهة الة قمع النظام السوري الذي انتقدته تركيا فيما اشارت حليفته روسيا الى وجود "ارهابيين" بين صفوف المعارضة. للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس ضد النظام السوري، طالب الناشطون بحماية دولية ودعوا الى "دخول مراقبين دوليين". وقالوا على صفحتهم "الثورة السورية" على موقع فيسبوك "نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين". وسبق ان كرر الناشطون رفضهم اي تدخل عسكري خارجي في سوريا لحماية المدنيين على ما حصل في ليبيا، منددين في آن "بالصمت" الدولي حيال القمع الدامي لتحركهم منذ حوالى ستة اشهر. واوقعت اعمال العنف شبه اليومية في سوريا بحسب حصيلة للامم المتحدة 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في اواسط اذار/مارس، غالبيتهم من المدنيين. وانطلقت تظاهرات في عدة انحاء من سوريا، ففي محافظة ادلب (شمال غرب) التي قتل فيها فتى (15 عاما) اليوم اثر اطلاق رصاص عليه من حاجز للجيش في قرية الرامة بجبل الزاوية "اطلق الامن الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت في قرية معرة شورين"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واضاف المرصد "كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان شارك فيها عشرات الالاف رغم الحملات الامنية المستمرة في المحافظة". وفي حمص (وسط)، اشار المرصد الى ان "اكثر من 20 ألف متظاهر هتفوا لاسقاط النظام في حي دير بعلبة". وتابع ان "وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم تمنع المظاهرات من الخروج في عدة احياء من المدينة" التي تشهد منذ اسابيع عمليات امنية دامية قتل فيها عشرات المدنيين خلال الايام الماضية. كما اشار الى "جرح 6 أشخاص اثر اطلاق الامن النار لتفريق مظاهرة في حي الخالدية". وفي شريط فيديو بثه موقع يوتيوب ندد المتظاهرون في حمص بدور الجيش في قمع المظاهرات وهتفوا "الجيش خائن، تحيا سوريا حرة". وفي ريف حمص، ذكر المرصد ان مظاهرات خرجت في "مدن الرستن و تلبيسة والقصير". من جهتها اشارت لجان التنسيق المحلية الى "قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة". وفي حماة (وسط) هتف المتظاهرون "نريد حماية دولية" ورفعوا لافتات تقول "انتهت اللعبة يا بشار" بالانكليزية، كما هتفوا "الشعب يريد اعدام الرئيس" على ما نقل فيديو نشره الناشطون الجمعة على موقع يوتيوب. كما افاد المرصد ان تظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد دير الزور (شرق) بالرغم من انتشار كثيف لقوى الامن. وفي العاصمة دمشق حيث التعبئة اقل من المدن الاخرى تظاهر اكثر من 150 شخصا في حي برزة ورفعوا هتافات تطالب بالحماية الدولية واسقاط النظام وتدعم حمص التي تستهدفها منذ ايام عمليات عسكرية عنيفة بحسب المرصد. وفي فيديو نشر على يوتيوب رفع المتظاهرون في برزة لافتات تطالب روسيا والصين اللذين يبديان ترددا في الموافقة على فكرة ادانة او عقوبات في الاممالمتحدة "بتغيير مواقفهم من النظام الزائل". كما شهدت العاصمة تظاهرات في احياء الحجر الاسود وكفرسوسة والميدان. وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية ان "ستة جرحى بعضهم بحالة خطيرة سقطوا في الكسوة اثر إطلاق قوات الأمن للرصاص على المظاهرات كما خرجت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد في دوما هتفت لإعدام الرئيس وحمص والحماية الدولية". واضافت اللجان "رغم إطلاق النار الكثيف في حي القدم، اعاد المتظاهرون تجميع انفسهم للخروج بمظاهرة جديدة بعد أن فرق الأمن مظاهرتهم الأولى". وفي جنوب البلاد، ذكرت ان "حوالي مئة شخص تظاهر في السويداء حاملين شعارات تؤكد على سلمية الثورة تضامنا مع المعتقلين وحمص والمدن المحاصرة". وفي درعا وريفها، اضافت اللجان ان "عناصر الأمن والجيش اطلقت النار على مظاهرة في نوى" لافتة الى "قطع كافة الاتصالات الارضية والخليوية عن المحافظة". كما اعلن المرصد الجمعة وفاة الشقيق السبعيني لاحد ابرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على اعمال القمع بينما كان محتجزا لدى قوات الامن التي قامت باعتقاله اثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سوريا. وياتي ذلك بالتزامن مع استقبال روسيا لممثلين عن المعارضة السورية وجهوا اليها دعوة الى لعب دور "اكثر ايجابية" في الازمة غداة تنديد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بوجود "ارهابيين" ومتطرفين في صفوف المعارضة. وصرح عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان والمكتب التنفيذي لمؤتمر التغيير في مؤتمر صحافي في موسكو "على روسيا ان تلعب دورا اكثر ايجابية في تسوية الوضع الداخلي في سوريا". واضاف عقب مباحثات مع ميخائيل مارغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي "نريد ان نروي لوسائل الاعلام الروسية ما يجري حقا في سوريا كي تساعدنا وتضغط على السلطات الروسية". واعرب عن الاسف لان "الموقف الروسي يتغير ببطء اكثر مما كان متوقعا". واعتبر الرئيس ديميتري مدفيديف مساء الخميس في حديث مع قناة يورونيوز انه يتعين توجيه "رسالة صارمة" ليس فقط للسلطات السورية بل الى المعارضة ايضا. وقال انه يمكن وصف بعض المعارضين ب"الارهابيين". وفي ايران، الحليف الاخر لسوريا، اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده مستعدة لاستضافة اجتماع يضم دولا اسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل "مشاكلها"، وفق ما ورد على وقع الرئاسة على الانترنت. وتدعو ايران القلقة من تداعيات حركة الاحتجاج في سوريا، بانتظام الى الحوار لكنها لم تدن ابدا اعمال العنف التي يقوم بها نظام دمشق بينما ساندت كافة حركات الاحتجاج في الدول العربية الاخرى منذ بداية السنة.