تضاربت المعلومات المسربة عن المفاوضات التي تجرى في فيينا بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في وقت أشارت معلومات إلى صعوبات جدية تحول دون البدء بصوغ الاتفاق النهائي في هذا الشأن. وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي إلى صعوبات تكتنف المفاوضات، بسبب عدم حل خلافات لا تزال تقف عائقاً أمام صوغ الاتفاق النهائي، لكنه قال إن النقطة الإيجابية الوحيدة في المفاوضات هي الاجواء الايجابية التي تحيط بها. وأعرب عراقجي عن أمله في التوصل إلى تفاهم حول إطار الاتفاق، لكنه قال إن ذلك لا يعني حل كل القضايا العالقة بسبب «وجود عشرات ومئات الصيغ المختلف عليها». وقال عراقجي إن الخلافات تتعلق بمستوي نشاطات التخصيب وآلية إزالة العقوبات الاقتصادية، ومصير مفاعل آراك الذي يعمل علي إنتاج الماء الثقيل، إضافة إلي منشأة فردو التي تعمل علي نشاطات التخصيب. وتسعي إيران إلي إزالة العقوبات المفروضة عليها تزامناً مع الانتهاء من التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن الجانب الأميركي يطالب الإيرانيين بتحقيق مطالب تخص البرنامج النووي الإيراني. وأفادت مصادر مطلعة بأن قضية العقوبات الاقتصادية تعتبر الآن حاسمة لمصير المفاوضات. وقال عراقجي يجب ألا نتوقع إزالة العقوبات دفعة واحدة، لأنها ترتبط بالإجراءات التي تنفذها إيران و «هذه من أصعب النقاط التي تواجه المفاوضات»، لافتاً إلي أن إيران تسعي إلى رفع العقوبات كلها وفي إطار جدول زمني محدد، ما يشكل جوهر الخلاف مع الجانب الغربي. وأوضح أن البحث يدور حول عدد أجهزة الطرد المركزي التي يجب أن تمتلكها طهران، موضحاً أن المفاوضات الحالية تختلف عن سابقاتها بأنها تمتاز بالمزيد من الشفافية والوضوح، لكنه رأى أنها «ليست كارثة إذا لم نتوصل إلى تفاهم في 20 تموز (يوليو) المقبل، موعد الانتهاء من المحادثات». واعتبر أن التوصل إلي اتفاق في 20 تموز، يخدم كل الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني. وعقد المفاوضون الإيرانيون ومفاوضو دول «مجموعة 5 + 1» (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) اجتماعاً الإثنين في فيينا ومن المفترض أن يواصلوا محادثاتهم حتى الجمعة لتسوية الخلافات. ويحدد الاتفاق الانتقالي الذي أبرم في جنيف وبدء تطبيقه في كانون الثاني (يناير) مهلة تنتهي في 20 تموز المقبل، للتوصل إلى اتفاق نهائي، مع إمكان تمديد الاتفاق الانتقالي لستة أشهر لإتاحة مواصلة المفاوضات. وبموجب الاتفاق، علقت إيران جزءاً من نشاطاتها النووية لقاء رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية عليها.