فاضت عيون معلمين بدموع فرح اللقاء بعد فراق دام أكثر من سنتين في منطقة جازان أول من أمس، إثر عودتهم لمدارسهم في المناطق التي شهدت إخلاء بسبب الحرب على المتسللين في ذلك الحين، خصوصاً حينما لاحظوا غياب بعض زملائهم بسبب الوفاة أو النقل. وقال المعلم أحمد شراحيلي: «كم هي فرحتنا بالعودة مجدداً إلى مدارسنا التي افتقدناها كثيراً إلا أننا نفتقد معلمين، منهم من توفي، ومنهم من نقل، وبعضهم أحيل إلى التقاعد، لتعود المدارس بعد أن دبت الحياة مجدداً في محافظة الحرث التي عاد إليها أهاليها بعد تطهير حدودنا من المتسللين»، مشيراً إلى أن من تسلم الخبر باشر، فيما ينتظر البعض الآخر إخلاء الطرف من المدارس التي كانوا يعملون فيها. وفيما رصدت «الحياة» في أول يوم للدوام الرسمي وجود بعض الأتربة وآثار الأمطار في بعض معظم المدارس التي استنفر عمال النظافة لتنظيفها مع بداية الدراسة، كانت الإدارة العامة للتربية والتعليم قامت بصيانة لمدارس الراحة والخوبة الجنوبية والقرن وغيرها. وأوضح المدير العام للتربية والتعليم في جازان شجاع بن ذعار أنه جرى رصد ما يقارب 15 مليون ريال لصيانة المدارس التي ظلت قرابة السنتين تتعرض للعوامل الجوية من غبار وأمطار، وأن هناك لجاناً تواصل عملها على الوجه المطلوب من أجل التأكد من جاهزية تلك المدارس. كما اعتمد بن ذعار أسماء المدارس المتوسطة والثانوية الليلية والمستحدثة في المنطقة التي ستبدأ الدراسة مطلع العام الدراسي الحالي وهي متوسطة معاذ بن جبل ومتوسطة صامطة ومتوسطة المسارحة والحرث والعارضة متوسطة العارضة ومتوسطة صامطة مستحدثة ومتوسطة الخشابية وثانوية معاذ بن جبل وثانوية حاكمة وثانوية العارضة وثانوية فرسان وثانوية المسارحة والحرث وثانوية صامطة مستحدثة ومدرسة أحمد حنبل في السجن العام. من جهة أخرى، طالب أولياء أمور الطلاب في الخوبة الشمالية ومركز الخشل باعتماد مدارس متوسطة وثانوية بعد إغلاق المدارس المجاورة، وإيجاد حلول عاجلة لمدارس البنين والبنات لعدم توافر مدارس كافية في القرى التابعة للمركز، بعد أن سمح لهم بالعودة إلى تلك القرى. وقال المواطن موسى آل سوادي أن أكثر من 15 من القرى التي عادت والتابعة لمركز الخشل لا توجد فيها أي مدارس كقرية اللوي والسلب والمقلوع وبحرية وغيرها، وقال: «أعرف كثيراً من الطلاب والطالبات تركوا الدراسة لمعاناتهم من المواصلات وعدم توافر مدارس قريبة من قراهم»، في حين ذكر محمود مجرشي أن معظم الطلاب والطالبات يدرسون خارج المحافظة في كل من أبي عريش والعارضة وصامطة وأحد المسارحة لعدم توافر مدارس بديلة للقرى التي لم تعد، وقال: «في السابق كان مجمع المدارس في الخشل يخدم أكثر من 60 قرية، والآن الخشل خارج السياج العازل الحدودي، وإنه لا بد لإدارة التعليم أن تتدخل لإيجاد حلول سريعة لمعاناة الطلاب والطالبات». وذكر رئيس قسم التخطيط في تعليم جازان محمد إبراهيم عطيف أن طلب أولياء أمور الطالبات في عين الاعتبار، ومن الممكن الاستفادة من المدارس التي جرى إغلاقها في القرى التي لا توجد فيها مراحل متوسطة وثانوية.